يمتلك الصحابة فضلا كبيرا بين غيرهم من البشر، فقد شهدوا وجود رسول الله، واعتنوا بالدعوة إلى الله بكل السبل الممكنة وأصبحوا من أهم مصادر السيرة النبوية والعلم الإسلامي، وللكثير منهم قصص في الجهاد في سبيل الله ومنهم الصحابي الذي غسلته الملائكة ، الذي حاز على هذا الفضل العظيم بسبب مكانته العالية وامتثاله لأوامر الله وسنستعرض معا أسباب حصوله على لقب غسيل الملائكة.
الصحابي الذي غسلته الملائكة
يحصل صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على كل تقدير وتبجيل في العالم الإسلامي، وذلك لما لهم من شرف لكونهم صاحبوه في زمانه وكانوا خير عون للإسلام والمسلمين، لذلك فإن تكريمهم هو تكريم لرسولنا الكريم في الوقت ذاته.
يعتبر الصحابة أهم مصدر لمعرفة الدين قديما، كما أن للكثير منهم مواقف وقصص متكررة تروى على مر الزمان على أمل الاقتداء بما فيها من عظة وأمل وقصتنا اليوم عن الصحابي العظيم الذي غسل جسده الملائكة وهو حنظلة بن أبي أمير رضي الله عنه.
يعتبر هذا الصحابي الجليل من كبار قبيلة أوس وأعيانها، وكان يتسم بالقوة والشجاعة والذكاء، إلى جانب الأخلاق العالية.
تخلى هذا الشاب عن كل ملذات الحياة الزوجية واتخذ من ساحات القتال في سبيل الله مكانا له، وبدأ إسلامه بعد دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وكان والده منضما إلى أعداء الله ورسوله، وعند وصول النبي إلى المدينة انتقل الأب إلى مكة منضما إلى المشركين هناك.
وبالرغم من أن الأب كان مشركا فلم يتهاون الإبن في محاربته له ولكل أعداء الإسلام ورسوله.
معلومات عن حنظلة بن أمير
كان الصحابي الجليل لديه لقب أطلقه عليه الكثيرين وهو التقي.
كان أكثر الناس صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
بعد انتقال والده إلى مكة مع 50 فردا من قبيلته لنصرة المشركين وتشكيل جبهة ضد رسول الله، أطلق على والده لقب الفاسق.
كان من أهم المشاركين في معركتي بدر وأحد.
كان متميزا بقتاله الشجاع.
شارك بمعركة بدر وهو لازال أعزب، لكن بعدها تمت خطبته إلى جميلة ابنة عبد الله بن أبي بن سلول، بعد إسلامها.
كان الزواج قبل يوم واحد من معركة أحد، وفي ليلة زواجه كان الرسول وصحابته منطلقين نحو أحد، لكنه استأذن الرسول في أن يبيت ليلته في بيته، فأذن له.
بالرغم من أنه كان لازال متزوجا ولليلة واحدة، انطلق في الصباح الباكر نحو أرض المعركة ليلحق بالرسول وصحبه.
كان أول المصطفين لمحاربة أعداء الله خلال معركة أحد وأثبت شجاعته وقوته.
قصة الصحابي الذي غسلته الملائكة
أطلق على حنظلة الصحابي الذي قامت الملائكة بتغسيله بعد موته، وذلك لأنه وخلال تواجده في غزوة أحد هاجم الكفار بضراوة شديدة وأثبت حبه للجهاد في سبيل الله، وبينما هو كذلك تمكن من المرور بين الكثير من الجنود المشركين، حتى وصل إلى نهايتهم وأصبح مواجها لزعيمهم أبي سفيان، والذي أسلم لاحقا.
تمكن بطلنا من جرح ساقي حصان أبو سفيان بقوة، وهنا هبط الحصان أرضا وبالتالي سقط أبي سفيان، وحاول حنظلة الوصول إليه لقتله، لكن أبي سفيان صاح ليعترض شداد بن أسود طريق حنظلة ويهاجمه من الخلف ليسقط شهيدا.
كانت معركة أحد قد تم تنظيمها من قبل المشركين للانتقام من نصر معركة بدر، وكان المشركين قد عملوا على تقطيع أجساد الصحابة الشهداء بالمعركة انتقاما منهم، لكن والد حنظلة منعهم من المساس بجثته.
يذكر أن الكثير من الشهداء قد سقطوا في هذه المعركة وأمر الرسول بدفنهم دون ا، يتم تغسيلهم، وعندما وصل المسلمون لجثث الشهداء وجدوا أن جثة حنظلة يتساقط منها الماء، وعنده أخبروا الرسول بما رأوه ليخبرهم أنه شاهد الملائكة يغسلونه بين السماء والأرض بالماء.
أطلق عليه بعد الحادث غسيل الملائكة، وأصبح فخر قبيلة أوس، وعندما سأل الصحابة زوجته جميلة (رضي الله عنها) بحال زوجها قبل المعركة قالت أنه لم يغتسل وذهب مسرعا للحاق بالمعركة، وهو السبب الذي غسلته الملائكة من أجله تكريما له.
يذكر أن أبي سفيان اعتبر مقتل حنظلة مقابل مقتل ابنه في معركة بدر، وتقول بعض المصادر أن حنظلة طلب الإذن لقتل أبيه لكن النبي رفض السماح له بذلك.
في الختام، نكون قد تعرفنها على الصحابي الذي غسلته الملائكة ، ولماذا حصل على هذا الشرف، وأيضا مولقفه النبيلة تجاه الإسلام والمسلمين، وحياته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.