معلومات عن معركة الكرامة
نقدم لكم اليوم معلومات عن معركة الكرامة ، التي لعبت دورا كبيرا في وضع فلسطين كدولة على خارطة العمل الدولي، وجعلت دول العالم تلتفت للصراع القائم بينها وبين إسرائيل، بل ودعمها، وتعد تلك المعركة من أفضل وأشرس المعارك العربية ضد العدو الصهيوني، حيث قدم الجنود الفلسطنيين والأردنيين هجوما مشرفا لم يتوقعه العدو.
معلومات عن معركة الكرامة
يأتي اسم معركة الكرامة من بلدة صغيرة في غور بالأردن واسمها معناه الكرامة، وتشير تلك المعركة إلى تصدي الجنود الأردنيين لهجمة إسرائيلية على تلك البلدة التي تسمى الكرامة وذلك عام 1968.
خلال تلك المعركة العظيمة سقط ستة وثمانون جنديًا أردنيًا شهداء وأصيب 108، وبالرغم من ذلك تلقت إسرائيل خسائر فادحة، حيث سلط الجيش الأردني مدافعه نحو دبابات العدو ليسبب لهم الكثير من الفوضى والخسائر، ووصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 250 جنديًا وأصيب 450.
يتلقى جلالة الملك عبدالله الثاني سنويا الكثير من برقيات التهنئة بهذه المناسبة من قبل المسؤولين والضباط، كما تحتفل وزارة التربية والتعليم الأردنية بذكرى تلك المعركة، حيث يتم زراعة 600 نخلة احتفالا بهذا النصر.
كانت إسرائيل تطلق على معركة الكرامة معركة الانتقام، بسبب تسليط الفدائيين هجومهم نحو أهداف إسرائيلية بكل مكان حولهم، وكان آخرها تلك المنطلقة من قرية الكرامة بجانب النهر الأردني.
يذكر أنه قبل بدء المعركة وزع سلاح الجو الإسرائيلي منشورات تحذر الجيش الأردني من التدخل في المعركة، وأنهم لا ينوون إيذاءهم مطالبين إياهم بعدم التدخل، إلا أن الجيش الأردني تجاهل تلك المنشورات كليا.
أشارت أيضا مجلة تايم أن الفدائيين تلقوا تحذيرا عن الواقعة قبل حدوثها من قبل المخابرات المصرية، وهو ما أدى إلى انسحاب جزء كبير من 2000 كوماندوز عربي كانوا يتدربون بالكرامة إلى التلال المحيطة للانقضاض على الإسرائيليين بينما لم يتبق سوى 200 مقاتل للدفاع عن المدينة من الداخل.
أهم معلومات عن معركة الكرامة
تتسم معركة الكرامة بالكثير من التفاصيل الشائكة أهمها ما يلي:-
- استمرت تلك المعركة بين الجيش الأردني والإسرائيلي لمدة 15 ساعة.
- شارك بالمعركة أيضا ضد الجيش الإسرائيلي قوات منظمة التحرير الفلسطينية.
- وقعت المعركة خلال حرب الاستنزاف.
- كانت المعركة منقسمة إلى هجومين من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي سلط غارتين على معسكرات الجبهة الفلسطينية والأردنية بقرية الكرامة وواحدة في قرية الصافي.
أسباب معركة الكرامة
كان المقاتلون الفلسطنيون يشنون الهجمات على الأإسرائيلين من خلال بلدة الكرامة الأردنية وذلك بعدما فقدت الأردن سيطرتها على الضفة الغربية عام 1967.
كانت تلك البلدة بمثابة مقر زعامة الفلسطينيين، لذلك قرر الجيش الإسرائيلي شن هجومه لتدمير معسكرات الفدائيين، والقبض على ياسر عرفات الذي كان يترأس منظمة التحرير الفلسطينية.
في الوقت نفسه كان الهجوم عقابا للأردن لمساندتها الفدائيين، ووقع الهجوم فجرا مدعوما بغطاء كامل من الطائرات، وكان الإسرائيليون يظنون أن الأردن وجيشها سيفضلون عدم التورط بالأمر، ولكن ما حدث كان عكس ذلك.
صوبت الأردن نيران مدافعها نحو العدو، بينما استمرت القوات الفلسطينية في المقاومة، مما أدى إلى انسحاب الإسرائيليين.
أدان مجلس الأمن الدولي ماحدث وأصدر قراره رقم 248، الذي أدان إسرائيل لخرقها قرار وقف إطلاق النار واستخدامها القوة المفرطة.
نتائج معركة الكرامة
ظن كلا الجانبين أن المعركة انتهت لصالحه، لكن بالرغم من سقوط الكثير من القتلى بالجانب العربي، إلا أن الأمر كان مفاجئ لإسرائيل، التي تكبدت الكثير من الخسائر، ولم تستطع استعادة جثث بعض من جنودها، كما فقدت الكثير من الدبابات وتضررت العديد من مركباتهم.
أشاد العالم العربي بالمعركة، مما أدى إلى زيادة دعم العرب للفدائيين في الأردن، وبالرغم من منح الأردنيون الفضل الكبير لمنظمة التحرير الفلسطينية إلا أن الكثير من الفدائيين بدأوا يتحدثون علنا عن لإطاحة بالنظام الملكي الهاشمي، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بين الطرفين وطرد الفدائيين إلى لبنان.
يرجع الفضل في توقف تقدم التوغل الإسرائيلي عبر النهر إلى القوات الأردنية المدفعية التي أطلقت صواريخها نحو العدو وأجبرته على التراجع.
وضعت المعركة مشكلة فلسطين على جدول الأعمال الدولية، ولم تعد مجرد قضية لاجئين مشردين، وأصبح من الطبيعي المطالبة بإقامة دولة فلسطين، وتعد أيضا الاشتباك الأول بين الإسرائيليين والفلسطنيين، حيث لم يكن هناك سوى العمليات الانتحارية.
في الختام نكون قد قدمنا أهم معلومات عن معركة الكرامة ، وتاريخ حدوثها وأسباب وقوعها وكذلك النتائج التي أسفرت عنها.