جهود دولة الامارات في الحفاظ على البيئة

لقد أدى تغير المناخ والنمو السكاني إلى الضغط على البيئة، ويعتبر تشجيع التنمية المستدامة وحماية البيئة عاملين أساسيين لضمان النمو المستقبلي، وخلقت الحاجة إلى الحلول فرصًا للاستثمار والابتكار، ودفعت السوق نحو التنويع الاقتصادي، وفي هذا المقال سنذكر جهود دولة الامارات في الحفاظ على البيئة.

جهود دولة الامارات في الحفاظ على البيئة

جهود دولة الامارات في الحفاظ على البيئة

نظرًا لموقع دولة الامارات ومناخها، فإنها تشهد أنماطًا مناخية قاسية، حيث يتراوح متوسط ​​درجات الحرارة من 23 درجة مئوية إلى 34.8 درجة مئوية، وتصل إلى 50 درجة مئوية في الصيف، وفي عام 2018 سجلت الامارات هطول أمطار 80.2 ملم، وأدى انخفاض مستويات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى زيادات كبيرة في الطلب على المياه والطاقة، ومما يزيد الضغط ارتفاع معدلات استهلاك الفرد من الموارد، والتطور السريع والزيادة السكانية الحادة، وأدت هذه العوامل أيضًا إلى زيادة حجم النفايات والتعدي على الموائل الطبيعية، وتسعى مبادرات أبوظبي إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية، مع الفهم الأساسي بأن الثروة البيئية والرفاهية أمران حاسمان لتحقيق الازدهار على المدى الطويل.

الاستراتيجيات الوطنية

رسمت الخطة الوطنية لتغير المناخ لدولة الإمارات العربية المتحدة إطارًا شاملاً لمعالجة أسباب وتأثيرات تغير المناخ والمساعدة في الانتقال إلى اقتصاد أخضر مقاوم للمناخ، وتتمثل أهدافها الرئيسية في إدارة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبناء مقاومة المناخ، وتعزيز أجندة التنويع الاقتصادي من خلال الابتكار وتطوير الأعمال الخضراء.

وتهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الإجمالي من 25٪ إلى 50٪ وتقليل البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70٪ كما تسعى إلى زيادة كفاءة الاستهلاك للأفراد والشركات بنسبة 40٪. ولتحقيق ذلك، وتهدف إلى تنويع مزيج الطاقة إلى 6٪ نووي، و 12٪ فحم نظيف، و 38٪ غاز، و 44٪ مصادر طاقة نظيفة، ويحدد البرنامج استثمارات بقيمة 600 مليار درهم (163.3 مليار دولار) لكنه يتوقع توفير 700 مليار درهم (190.5 مليار دولار) من خلال تقليل البصمة الكربونية لتوليد الطاقة، وتم إطلاق استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2036 في سبتمبر 2017 لخفض الطلب على المياه بنسبة 21٪، والحد من ندرة المياه، وزيادة إنتاجية المياه، وتعزيز السعة الوطنية لتخزين المياه لمدة تصل إلى يومين في ظل الظروف العادية، وتعزيز إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95٪.

برامج الإمارات

هناك عدد من المبادرات التي تركز على البيئة، وقد تم التركيز على خمسة مجالات، وهم، التقليل إلى أدنى حد من تأثير تغير المناخ، تشجيع الهواء النظيف تقليل التلوث الضوضائي، وضمان الإدارة الفعالة والمحافظة على موارد المياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي والموائل والتراث الثقافي للأجيال القادمة، وتحسين تدفقات المواد وإدارة النفايات.

وتحدد الخطة الإستراتيجية لهيئة البيئة، برنامجًا مدته خمس سنوات لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا، مثل الحفاظ على المياه الجوفية وإدارتها، وتحسين جودة الهواء، والتعامل الفعال مع إدارة النفايات، وحماية، الأنواع البحرية والبرية للأجيال القادمة.

وقد أعلنت الحكومة عن مبادرة أبوظبي للمناخ، وهو برنامج من شأنه تسريع البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المياه والمناخ، وستشهد هذه المبادرة، إنشاء حاضنة مختبرات مناخية ومجمع فكري مستدام لقيادة الحوار حول قضايا مثل التمويل المستدام وتكنولوجيا تغير المناخ.

التأثير المحلي

 

اوضحت الأبحاث أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية يجب أن تنخفض إلى النصف بحلول عام 2030 وأن تصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2050 من أجل تجنب ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، وهو طموح ثانوي تم تحديده في 2015 باريس. اتفاق.

وقد شهدت دول الخليج بالفعل ارتفاعًا في متوسط ​​درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، بينما تجاوز متوسط ​​الزيادات في درجات الحرارة العالمية عتبة 1 درجة مئوية، ولذلك، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ في دولة الإمارات وتم تحديد مخاطر المناخ واقتراح تدابير التكيف في أربعة قطاعات رئيسية: الصحة والطاقة والبنية التحتية و بيئة.

الطاقة النظيفة

تعد أبوظبي في طليعة تبني الطاقات المتجددة والنظيفة، حيث لعبت، دورًا رائدًا في هذه الجهود، ويعد تنويع مزيج الطاقة أمرًا أساسيًا لتقليل الانبعاثات، ويأمل المسؤولون أن تقلل المصادر المتجددة والنووية من الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما يعد تطوير مزيج متنوع من الطاقة أمرًا أساسيًا لتحقيق الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل، بدلاً من استخدام موارد النفط والغاز الطبيعي القيمة لتوليد الطاقة، وستعوض الطاقة المتجددة والنووية عن الزيادات في الطلب على الطاقة وتحرير الهيدروكربونات للتصدير أو التطبيقات الصناعية.

وفي 2019، بدأت محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية وتعد واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ومن المتوقع أن توفر طاقة كافية لتلبية طلب 90 ألف شخص، وبالإضافة إلى الطاقة الشمسية، ستضم أبوظبي محطة براكة للطاقة النووية بقدرة 5.6 جيجاوات وتقع في منطقة الظفرة.

الكفاءة واحتجاز الكربون

هناك جهود مبذولة لتنويع مزيج الطاقة بمبادرات لزيادة كفاءة الطاقة وتطوير تقنيات احتجاز الكربون على المستوى الوطني، ومن المتوقع أن تقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 30٪ بحلول عام 2030، وقد أطلقت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس مخطط تصنيف الكفاءة لوحدات تكييف الهواء، وكانت الحكومة في السنوات الأخيرة تعمل على خفض الدعم، ولكن أدت ظروف فيروس كورونا إلى تدابير قصيرة الأجل مثل دعم الكهرباء والمياه.

يعتبر احتجاز الكربون رائداً في الإمارة كوسيلة أخرى لتقليل الانبعاثات المنبعثة في الغلاف الجوي، وتعمل هذه التقنية من خلال التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصادر كبيرة مثل محطات الطاقة، وإما استخدامه في تصنيعه أو تخزينه بأمان تحت الأرض في آبار النفط المستنفدة.

حماية السواحل

يعتمد حوالي 68٪ من اقتصاد الإمارات على الأنشطة الواقعة بالقرب من السواحل، وقد وجدت دراسة أجريت أنه من المتوقع أن ينحسر ساحل الإمارة ما بين 2.3 كم و 3.8 كم بحلول عام 2100، وسيتجاوز فقدان الخط الساحلي ارتفاع مستوى سطح البحر، حيث سيتضاعف التأثير بسبب آثار التعرية.

ولذلك زاد الإهتمام بالتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر والتخطيط الحضري وتحسين الدفاعات الساحلية الطبيعية، وتم تركيب مقاييس المد والجزر في مواقع مختلفة لرصد التغيرات في مستوى سطح البحر، وتنص خطة أبوظبي 2030، على أن مشاريع الواجهة البحرية الجديدة يجب أن تخطط لمستويات مياه أعلى.

المراجع

مصدر، مصدر

Exit mobile version