كتب جلال الدين الرومي

مولانا جلال الدين الرومي، شاعرًا فارسيًا من القرن الثالث عشر، ودرويشًا إسلاميًا، وصوفيًا، ويعتبر من أعظم السادة الروحيين، والمفكرين الشعريين، واكتسبت قصائد الرومي شعبية، خاصة المهتمين بالدراسات الفارسية، وفي هذا المقال سنتحدث عن كتب جلال الدين الرومي.

نشأة جلال الدين الرومي

كتب جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي

ولد جلال الدين الرومي في 30 سبتمبر1207 في بلخ ( أفغانستان حاليا)، وكان والده بهاء الدين ولد خطيبًا وفقيهًا وصوفيًا معروفًا ومحترمًا، ويرجع نسبه الروحي إلى أحمد الغزالي، وهو معلم صوفي مشهور، وقام  والده بتدريس الشريعة الإسلامية في المساجد، والأماكن العامة الأخرى، وعلى الرغم من أن بهاء تزوج من أحد أفراد العائلة المالكة، إلا أنه كان يعارض سياسات الحاكم خرازمشاه، وحضر الملك معظم دروس بهاء الظاهرة، لكنه شعر في النهاية بالغيرة من شعبيته، وشكوكه في تعاليمه، مما أثار الجدل في المملكة، وعندما غزا المغول بلخ عام 1219، غادر بهاء وعائلته المدينة التي أصبحت غير مضيافة له، لأداء فريضة الحج إلى مكة، وظل يتنقل من بلد إلى أخرى حتى أقام في قونية، ومكث هناك لعدة سنوات تالية، نظرًا لأن قونية (الأيقونية القديمة) كانت تُسمى أيضًا رم، فقد اتخذ جلال اسم الرومي باعتباره اسمه.

معتقداته

يُفترض أن الرومي أصبح على دراية بمبادئ الصوفية بتوجيه من والده، بالرغم من أن علماء الصوفية يعتقدون أنه لم يبدأ تدريبًا رسميًا، على الصوفية حتى عام 1232، وعندما جاء برهان الدين الترمذي، إلى قونية وعلم بوفاة بهاء، تولى الترمذي مهمة تعليم جلال مبادئ الصوفية، وسافر الاثنان إلى حلب، ودمشق، حيث كان الرومي على اتصال مع واحد من أكثر سادة الصوفية نفوذاً في كل العصور، وهو ابن عربي الإسباني، واستمر الترمذي في نقل مبادئ الصوفية إلى الرومي حتى وفاته عام 1240.

ظل الرومي في منصبه التقليدي، في الجامعة على الرغم من أنه أصبح أستاذًا صوفيًا بارعًا، على حد تعبير ويليام شيتيك، “لقد اجتاز محطات الطريق الصوفي وأدرك الرؤية المباشرة والفورية لله التي يناقشها باستمرارفي آياته”، ولكن  على الرغم من إنجازاته الروحية، ظلت حياة الرومي الخارجية كما هي حيث كان يناقش الألغاز الروحية في خطبه، لكنه لم يشر أبدًا إلى أنه يختلف عن غيره من الفقهاء.

واكتسب الرومي احترامًا وشهرة على نطاق واسع كأستاذ عادي، وجاء إليه أناس من جميع أنحاء الشرق للحصول على المشورة والمحاضرات.

نقطة تحول في حياة جلال الدين الرومي

التقى شمس الدين التبريزي بالرومي لأول مرة في عام 1244، وذلك عندما كان في الثامنة والثلاثين من عمره، وهو حدث غير حياة الرومي إلى الأبد، فلو لم يقابل الرومي شمس، لما كتب قصائد على الإطلاق، وفي الواقع، ربما لم يكن الرومي كما نعرفه اليوم موجودًا، وعلى حد تعبير شيتيك، فإن تأثير شمس جعل الحالات التأملية الداخلية للرومي خارجية في شكل شعر، ووضع محيط كيانه في حركة أدت إلى موجات هائلة غيرت تاريخ الأدب الفارسي.

ولا شك أن العلاقة بين الرومي وشمس هي واحدة من أكثر الروابط الروحية التي عرفها التاريخ استثنائية،  فقد أظهر شمس الكمال الكامن في داخل الرومي، لذلك يعد نقطة التحول في حياته.

كتب جلال الدين الرومي

كتب جلال الدين الرومي
كتب جلال الدين الرومي

ديوان شمس التبريزي

ديوان شمس التبريزي (أو الديوان الكبير) هو أحد روائع الرومي،  فهو مجموعة من الغزال سميت على شرف الدرويش شمس الدين،  وتمت كتابة الديوان الكبير باللهجة “الدارية”، كما يعتبر واحد من أعظم أعمال الأدب الفارسي.

المثنوي

المثنوي هو تجميع لستة مجلدات شعرية ، مكتوبة بأسلوب تعليمي، من برامج القصائد إلى إعلام وتوجيهه وتسليته، ويُعتقد أن الرومي بدأ العمل المثنوي بناءً على اقتراح رفيقه آنذاك حسام الدين شلبين، كما يحاول المثنوي شرح مختلف جوانب الحياة الروحية.

رباعيات مولانا جلال الدين الرومي

يتضمن هذا الكتاب أثرًا من آثار جلال الدين الرومي وهي الرباعيات، وقد تم ترجمتها إلى العربية بواسطة المترجم عيسى علي العاكوب، وتتحدث رباعيات الرومي عن رحلة الإنسان إلى الله تعالى بطيف واسع جدًا، وتورد تصور حال العاشق مع المعشوق والصلة بينهما وما يكتنف سير السالك بطريق الله تعالى.

مختارات من ديوان شمس الدين تبريزي

تتسم أشعار الديوان بموسيقاها الرائعة التي تنم عن مدى حب جلال الدين للموسيقى، وتفوقه وبراعته التي كان مشهورًا بها ، وقد قام الرومي باستخدام خمس وخمسين بحرا مختلفًا من بحور الشعر في الديوان، وبذلك فقد تنوع بالموسيقى بشكل فريد، وقد استطاع الرومي أن ينظم في الأوزان المهملة التي كانت موجودة بشعر القدماء ثم أهملت، ويشتمل الكتاب على ترجمة منثورة لمائة غزلية وغزلية واحدة من ديوان شمس تبريز.

وفاته

توفي جلال الدين الرومي في ديسمبر عام 1273 م، في قونية، داخل أراضي الإمبراطورية السلجوقية في تركيا حاليا ، ودفن بجانب والده، وتم بناء قبر يسمى ضريح مولانا في قونية تخليدا لذكرى الشاعر الصوفي العظيم.

المراجع

مصدر
مصدر

مقالات ذات صلة