الادب الفارسي
أثر الادب الفارسي بشكل عميق على الادب العربي والعثماني والهندي والكثير من الآداب الأخرى، ويعتبر على نطاق واسع من أقدم الآداب في العالم، ومع ذلك، لم يلق الى حد بعيد بالاهتمام الذي يستحقه.
الادب الفارسي
يختلف الادب الفارسي في تعريفه عن التعريف الشائع للأدب الذي يقتصر فقط على الشعر والنثر باعتباره يشمل جميع الاعمال المكتوبة للفرس بما في ذلك النصوص الدينية والرسائل الطبية وغيرها.
يعود تاريخ الأدب الفارسي الى سنة 522 مع نقش بيستون الموجود اليوم في محافظة كرمنشاه في غرب إيران، والذي يعتبر من أهم النقوش التي ساهمت في فك رموز النصوص المسمارية.
باستثناء النقوش، فبعض المؤرخين يرجعون تاريخ الأدب الفارسي الى فترة الإمبراطورية الساسانية في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، لان الاعمال السابقة ضاعت.
فُقدت الكثير من هذه الاعمال التاريخية خلال حروب الإسكندر الأكبر الذي دمر مكتبة برسيبوليس في القرن الرابع قبل الميلاد وغيرها من الاعمال، ولم تظل من الأدب الفارسي سوى النقوش.
اقرأ أيضا: صفات الشعب الفارسي
الادب الفارسي بعد التأريخ
يعود تاريخ الأدب الفارسي المؤرخ الى منتصف القرن الثامن للميلاد في عهد صعود السلالة العباسية حيث ازدهر الفن الفارسي وعاش عصرًا من عصوره الذهبية.
أثر الادب الفارسي فيما بعد على الاعمال الأدبية للعديد من الثقافات الأخرى، وخاصة الثقافية المحيطة مثل الادب العربي والتركي، وأعظم الاعمال الفارسية المؤثرة في التاريخ هو “شاهنامه” .
شاهنامه هي ملحمة تاريخية ضخمة كتبها الشاعر أبو قاسم الفردوسي بين سنتي 977 و 1010 للميلاد، وفيها يعرض قصصًا من الماضي القديم بطريقة شيقة ومناسبة لجميع الأجيال لقراءتها.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب تاريخ الادب العربي لكارل بروكلمان
الادب الفارسي في الدولة السامانية
الدولة السامانية كانت كيانًا سياسيًا ازدهر تحت الحكم العباسي في القرن العاشر الميلادي في بلاد فارس أو ايران اليوم وبعض المناطق القريبة المحيطة وصولا الى أفغانستان.
شجع حكام السامانية الادب الفارسي في محاولة لتطوير ثقافة خاصة بهم بعيدًا عن الثقافة العربية من خلال الترويج للغة الفارسية وأدابها.
مع ان حكام السامانية شجعوا أيضا الادب العربي والإسلامي بشكل عام، الا ان الادب الفارسي تتمتع بمكانة مهمة وهيأ له كل أسباب الازدهار.
اقرأ أيضا: معلومات عن اللغة الفارسية
ظهر في هذه الفترة بعض من أشهر الادباء الفارسين في التاريخ، بما في ذلك الرودكي الذي يشار اليه غالبا بـ “مؤسس الشعر الفارسي الكلاسيكي”.
كان الرودكي قادرًا على الكتاب في كل شكل ادبي، وينسب اليه ابتكار العديد من الأشكال الشعرية التي تطورها كبار الشعراء الذين جاءوا من بعده.