توهم المرض
نقلق جميعًا على صحتنا، ونخشى الإصابة بالأمراض، لكن بعض الأشخاص قد يصل بهم الخوف من المرض لدرجة توهّمه رغم كونهم أصحاء، بشكل يعيق القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، وهي حالة تُعرف بـ توهم المرض حيث يتسم فيها الشخص بالوسوسة الشديدة بشأن صحته، والخوف من الأمراض الخطيرة، بل وتُوهّم أعراضها.
توهم المرض
يُعرَف توهم المرض أو المراق على أنَّه القلق المفرط بشأن الإصابة بالمرض، أو احتماليّة الإصابة به، وهي حالة طويلة الأمد تختلف في شدَّتها، وقد تزداد مع التقدُّم بالعُمر، أو خلال فترات الضغط العصبيّ الشديد، وتتضمّن أعراض توهم المرض ما يأتي:
الخوف من المرض
يعاني مرضى التوهّم المرضيّ من خوفٍ غير واقعيٍّ من أن يكون لديهم حالةٌ طبيّةٌ مرضيّةٌ خطيرةٌ أو يخشون من تعرّضهم لخطر كبير للإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أن نتائج الفحوصات الطبية تدل على عدم وجود أي مرضٍ أو مشكلةٍ صحيةٍ خطيرةٍ، إلا أن مرضى التوهم المرضي سيبقون منشغلين بالاعتقاد بأنهم مصابون بمرضٍ بدرجةٍ خطيرةٍ، فمخاوف مرضى التوهم المرضي حقيقيةٌ جدًا بالنسبة لهم، ومن الممكن أن يؤثر خوفهم من المرض على حياتهم وعلاقاتهم وعملهم.
كما أنه قد تحدث لديهم:
- إساءة تفسير وظائف الجسم الطبيعية والاعتقاد بأنها علامات للمرض أو أعراض لمرض خطير، ومن وظائف الجسم الطبيعية التي تسبب القلق لديهم:
- دقات القلب.
- التعرّق.
- حركات الأمعاء.
- الخوف من التشوّهات الطفيفة والشعور بأنّها مشاكل خطيرة، مثل:
- سيلان الأنف.
- توّرم الغدد الليمفاوية قليلاً.
- قُرحة صغيرة.
فحص الجسم باستمرار
يقوم مرضى التوهّم المرضيّ بفحص جسمهم باستمرارٍ وبانتظام للبحث عن أي علامةٍ أو إشارةٍ لإصابتهم بالمرض، كالآتي:
- يركز المرضى على عضوٍ معيّن من جسمهم مثل الرئتين.
- قد يركزون على مرضٍ واحدٍ مثل مرض السرطان.
- قد يخافون من الإصابة بمرض تلو الآخر.
التحدث عن المرض باستمرار
يستمر مرضى التوهّم المرضيّ بالتحدث بانتظام عن المرض الذي يعتقدون بأنهم مصابون به، وقد يقومون بزيارة طبيبهم بشكلٍ متكررٍ، بالإضافة إلى ذلك من الممكن بقاء المريض لفتراتٍ طويلةٍ على الإنترنت وهو يبحث عن أعراض الأمراض المحتملة التي يعتقد بأنه مريض بها.
تجنب الأشخاص
على الرغم من قيام مريض التوهّم المرضيّ بإجراء الفحوصات وحتى وإن كانت نتائجها سلبيّة لا تشير لأي مرض، إلا أن الشعور بعدم الراحة والقلق سيبقى مستمرًا، ولكن من الممكن أن يزداد الأمر سوءًا، فتزداد مخاوف المريض بأن لا يصدقه أحد، لذا قد يتجنب مريض التوهّم المرضيّ الأشخاص كما يأتي:
- يقوم المريض بتجنّب زيارة الطبيب بسبب خوفهم من اكتشاف إصابتهم بمرض خطير.
- قد يتجنّب المريض الأشخاص أو الأماكن والأنشطة التي يعتقد بأنها يحتمل أن تشكّل خطرًا على الصحة.
اقرأ أيضا: الأمراض النفسية الوراثية
تشخيص توهم المرض
يحاول مرضى التوهّم المرضيّ زيارة الطبيب المعالج لهم وليس الطبيب المختص في الصحة العقليّة، وعندما يشتبه الطبيب في التشخيص فإنه سيوصي بزيارة الطبيب النفسي والحصول على الرعاية الصحية النفسية أو رعاية الصحة العقلية، خاصةً أن الاضطراب يمكن أن يكون مصحوبًا بأعراض قلقٍ شديدةٍ أو أعراض الوسواس القهري، وفي أغلب الحالات يمكن أن يرفض المريض زيارة أخصائي الصحة العقلية، ويتم تشخيص مرض التوهم المرضي اعتمادًا على:
- الشكاوى الطبية للشخص.
- تاريخه المرضي.
- الفحص البدني.
- الفحوصات المخبرية.
- تقييم الصحة النفسية والأمراض الأخرى التي يعاني منها، مثل:
- الاكتئاب.
- الفصام.
- اضطراب الجسدنة.
يقول الطبيب ديبرا كان وهو دكتور في الطب وأستاذ سريري مشارك في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة كاليفورنيا:” أن اضطراب التوهّم المرضيّ يتميز عن اضطراب الأعراض الجسدية أو اضطراب الجسدنة بأن الأول ينشغل فيه المريض بالإصابة بمرض طبي خطير غير مشخّص وقد لا يكون لديه أعراض جسدية لأي مرض، بينما الاضطرابات الجسدية لها سمةً أساسية وهي وجود عرض جسدي أو أكثر من الأعراض التي تؤدي إلى اضطراب في حياة المريض والشعور بالحزن”.
اقرأ أيضا: هل مرض الاضطراب الوجداني خطير
علاج توهم المرض
هناك العديد من أنواع الأدوية التي يمكن اللُّجوء إليها للتخلُّص من وهم المرض، ومنها ما يأتي:
- مُضادّات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Antidepressants).
- أدوية علاج اضطرابات القلق.
- مُثبِّطات استرداد السيروتونين الاختياريّة (بالإنجليزيّة: Selective serotonin reuptake inhibitors)، مثل: فلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، وباروكسيتين (بالإنجليزيّة: Paroxetine).
كما أنّ هناك عدد من الطُّرق المنزليّة، والسلوكيّات التي يمكن اتِّباعها للتخلُّص من توهم المرض، ومنها ما يأتي:
- تجنُّب تعاطي المُؤثِّرات العقليّة، أو الكحوليّات.
- مُمارسة النشاط الجسديّ، حيث يُساهم ذلك في تخفيف القلق، وتحسين النشاط الجسديّ.
- العمل مع مُقدِّم الرعاية الصحِّية، أو أخصائيّ الصحَّة النفسيّة (بالإنجليزيّة: Mental health professional)؛ لبناء الثقة في العلاقات، وتجنُّب المخاوف.
- المشاركة في الأنشطة المختلفة في المجتمع، والعائلة، والعمل.
- عدم استخدام الإنترنت للبحث عن الأمراض المُحتملة.
- تحدِّي أفكار توهُّم المرض، ويمكن ذلك بتوضيح المخاوف الصحِّية، وكتابتها على ورقة، ويتمّ بالمقابل تسجيل أكثر الأسباب المنطقيّة لحدوث هذه المشاكل.
- محاولة البدء في مُمارسة الأنشطة، أو الأمور التي يتمّ تجنُّبها نتيجة القلق النفسي المُرتبط بالصحَّة.
- الاحتفاظ بمذكّرة؛ لتسجيل عدد المرَّات التي تتمّ فيها مراجعة المعلومات الصحِّية، أو إجراء الفحص الجسديّ، ومحاولة التقليل من هذه الأنشطة تدريجيًّا.
- محاولة الاسترخاء قدر الإمكان؛ حيث يمكن ذلك باتِّباع تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفُّس العميق.
- الكف عن تناول الموادّ المنبِّهة، مثل: الكافيين، والتبغ.
اقرأ أيضا: أمراض نفسية للمراهقين