من هو طالوت

قصص القرآن الكريم هي أفضل القصص، قال الله تعالى عنها في الآية 3 من سورة يوسف: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن)، من هذه القصص قصة طالوت وجالوت التي ذكرت في سورة البقرة، تعرف معنا على من هو طالوت، وما هي قصته مع بني إسرائيل

من هو طالوت

– طالوت هو ملك بعثه الله لبني إسرائيل ليقاتلوا معه ويستردوا هيبتهم وأرضهم وبيوتهم، ويستعيدوا التابوت والآثار التي تركها لهم سيدنا موسى عليه السلام وأُخذت منهم من قبل أقوام مجاورة لهم، ميزة الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل بالعلم والقوة.

قصة طالوت مع بني إسرائيل

– تعاقب الأنبياء على بني إسرائيل بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام، حيث قد أهملوا التمسك بتعاليم التوراة وأُخذ منهم التابوت الذي قد تركه سيدنا موسى لهم والذي كان فيه سكينة من الله سبحانه وتعالى لهم، كما أخذت منهم التوراة، وعبدوا الأصنام، فساءت أحوالهم.
– فطلبوا من نبيهم أن يسأل الله عز وجل أن يبعث لهم ملك يقاتلوا معه لينتهوا مما يعانوا منه من تشرد وإهانة، فرد عليهم النبي بسؤال هل ستقاتلون معه حقاً فردوا عليه بنعم سنقاتل وكيف لا وقد أخرجنا من ديارنا لكنهم كعادتهم لم يصدقوا مع الله، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 246].
– أخبرهم النبي أن الله بعث لهم طالوت ليكون ملك عليهم، وكان طالوت سقَّاءً فقيرًا غير معروف بين بني إسرائيل، فهم لم يعرفوه في بادئ الأمر، وأخذوا يفكرون فيما بينهم فيمن هو طالوت، ولما عرفوا من هو احتقروه واستنكروا أن يصبح ملِك عليهم وذلك لأنه فقير لا يمتلك المال، وليس من وجهائهم حيث كانوا يُعينوا الحاكم عليهم بعدة اعتبارات منها علاقاته وما لديه من وجاهة ومال.
– لقد أخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه اصطفاهم عليهم ورزقه العلم والقوة وهذا الاصطفاء كان حاسمًا في استجابتهم، قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 247].
– وكانت آية ملكه هي استعادة الآثار والتابوت التي تركها لهم سيدنا موسى حتى يصدقوا ويقتنعوا بأنه ملك عليهم؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 248].
– وعندما جاء وقت القتال خرج مع طالوت عدد من بني إسرائيل إلا أن السير أرهقهم والعطش أجهدهم مما جعل الكثير منهم يتململوا عن القتال، ويتهيبوا من مواجهة جالوت، فأراد طالوت كقائد أن يختبر صدقهم ليدرك حقيقة ما لديهم من قدرة وقوة، فأخبرهم بوجود نهر في طريقهم الذي يسيرون فيه فنهاهم عن الشرب منه، وسمح لهم بتناول غرفة واحدة فقط يبل بها الجندي ريقه، إلا أن معظمهم عندما وصلوا للنهر شربوا حتى ارتووا وخالفوا أمر ملكهم طالوت، وبقى عدد قليل جدا لم يشرب وقدر هذا العدد ببضع مئات أو ألاف وهو عدد قليل جدًّا بالنسبة للمعركة التي سيخوضونها أمام جيش قوي يضم عشرات الآلاف من المقاتلين الأشدَّاء، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 249].
– التقى جيش المؤمنين بقيادة طالوت مع جيش الكافرين بقيادة جالوت ورأى المؤمنون عدد كبير جداً من الكفار الأشداء الأقوياء الذي يمتلكون عتاد وأسلحة تفوقهم، فطلبوا من الله سبحانه وتعالى الثبات والصبر والنصر، وكان هناك شاب صغير من ضمن هؤلاء الجنود المؤمنين صار فيما بعد نبي عظيم وملك صالح هو سيدنا داود عليه السلام الذي تمكن من قتل قائد الكفار جالوت.
– فلقد قيل أن جالوت قد دعا المؤمنين لمبارزته فخرج إليه سيدنا داود عليه السلام وهو شاب صغير فسخر منه جالوت إلا أن سيدنا داود أصرَّ على مواجهته، وحاول قائد الكفار جالوت قتل سيدنا داود إلا أنه فشل في ذلك ونجح سيدنا داود في قتل جالوت وانتصر جيش المؤمنين بفضل الله وإرادته، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۞ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 250-251].

قد يعجبك:

المراجع

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3
المصدر 4
المصدر 5

Exit mobile version