تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعد
دام الاحتلال البريطاني لمصر حوالي 84 عامًا، عندما أعلنت حكومة بريطانيا في 28 يونيو عام 1882 قرارها باحتلال مصر، ثم قامت بمهاجمة مواقع الجيش في التل الكبير بالإسماعيلية، واستمرت في السيطرة على البلاد، حتى أصدرت الحكومة البريطانية الإعلان الأحادي باستقلال مصر عام 1922، وفي هذا المقال سنستعرض تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعد
تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعد
الاحتلال البريطاني (1882-1922)
- بدأ الاحتلال البريطاني لمصر، بعدما قام الأسطول الإنجليزي بمهاجمة الإسكندرية فى يوليو عام 1882، حيث قام الزعيم الشعبي أحمد عرابي بإعلان التعبئة العامة، ودخل جيش مصر في معركة القصاصين وكفر الدوار مع الجيش الانجليزي.
- بعد ذلك قامت القوات الانجليزية باحتلال مدينتي بورسعيد والإسماعيلية، وفى يوم 13 سبتمبر عام 1882، هزمت القوات البريطانية الجيش المصري بقيادة عرابي، من خلال خيانة الخديوى توفيق ومساعدته لقوات الاحتلال.
- استمر الاحتلال البريطاني لمصر، الذي دام 74 عام حتى أصدرت حكومة بريطانيا الإعلان الأحادي الجانب باستقلال مصر عام 1922، وبحلول عام 1934، حصلت مصر على استقلالها الكامل، ولكنها ظلت محتفظة بسيطرتها على قناة السويس، حتى إعلان جمال عبد الناصر تأميم القناة عام 1956.
اقرأ أيضا: تاريخ مصر الحديث
الاحتلال الفرنسي وعواقبه (1798-1805)
- تعتبر الحملة الفرنسة على مصر أحد أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، بدأ الغزو الفرنسي ضد مصر بعدما قام نابليون بونابرت في عام 1798، على رأس أسطول بحري بالتوجه إلى مصر، وكان الهدف من هذه الحملة مرتبطًا بشكل خاص بالحرب ضد بريطانيا.
- هبط الفرنسيون في أبو قير في 1 يوليو 1798، وسيطروا على الإسكندرية في اليوم التالي، وفي إعلان عربي أكد نابليون للمصريين أنه جاء كصديق للإسلام والسلطان العثماني، ولمعاقبة المماليك المغتصبين وتحرير الشعب.
- لم ينجح الاحتلال الفرنسي لمصر ولم يدم طويلاً، وبحلول عام 1801، أُجبر الفرنسيون على الانسحاب، لكن الأحداث التي بدأها الغزو غيرت مستقبل مصر بشكل جذري.
القضاء على المماليك
- حاول المماليك الثورة ضد السيطرة العثمانية، في العقود التي سبقت وصول الفرنسيين، وكانت النتيجة أنه عندما غادر الفرنسيون، أن أرسل السلطان العثماني جيشًا جديدًا تحت قيادة محمد علي، لإعادة لتأكيد السلطة العثمانية في مصر.
- بعد عدة سنوات من النضال، تمكن الوالي محمد علي من كسب ود الشعب وإثبات سيطرته على مصر، عزز هذه السيطرة بذبح المماليك في هجوم مفاجئ على القلعة في عام 1805.
- عد ذلك شرع محمد علي في تأسيس مصر كمملكة مستقلة تحت سيطرته، من جهود التحديث التي أحدثت ثورة في القوة الاقتصادية والعسكرية لمصر.
محمد علي وخلفاؤه (1805-1882)
- في مايو 1805، اندلعت ثورة في القاهرة ضد الوالي العثماني خورشيد باشا، وقام الوالي محمد علي بحاصرة خورشيد في القلعة، وفي يوليو أعلن السلطان سليم الثالث تولي محمد علي منصبه وانتهت الثورة.
- تميزت ولاية محمد علي بسلسلة من النجاحات العسكرية، بعضها كان مصحوباً بإخفاقات سياسية أحبطت أهدافه الأوسع.
- بعد تجدد الحرب بين بريطانيا وفرنسا في عام 1803، أصبحت مصر مرة أخرى منطقة ذات أهمية استراتيجية، احتلت حملة بريطانية الإسكندرية عام 1807، لكنها فشلت في الاستيلاء على رشيد، وبعد هزيمة على يد قوات محمد علي قامت بالانسحاب.
مصر في ظل حكم محمد علي
- في عهد محمد علي، تم توسيع الأراضي الزراعية في مصر وتأميمها، استخدم محمد علي هذا الدخل لإنشاء قاعدة صناعية لإنتاج المعدات للجيش، والبحرية الحديثة، ووضع مشروعًا للجيش والعمالة في مصانع الدولة.
- كما أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا، لتعلم اللغات واستعادة التقنيات الجديدة والاستراتيجيات التنظيمية، وتم توسيع النظام التعليمي لإنتاج بيروقراطيين والمديرين، لشغل المناصب في هذا الاقتصاد الجديد والحكومة.
- كانت النتيجة ثورية في مصر، حيث نما الاقتصاد بسرعة، وزادت الحراك الاجتماعي بشكل كبير، في مجتمع ظل إقطاعيًا إلى حد كبير حتى تلك النقطة.
- استخدم محمد علي قوته الاقتصادية والعسكرية الجديدة لتوسيع أراضيه، حتى أنه في مرحلة ما هدد القسطنطينية بالغزو، ونمت شعبيته في مصر لتشمل السودان، وأجزاء من ليبيا والشام والحجاز، والأهم من ذلك، أنه أسس خلافة وراثية، من شأنها أن تحكم مصر حتى عام 1952.
الخديوي إسماعيل” ١٨٦٣-١٨٧٩”
أشرف الخديوي إسماعيل على بناء قناة السويس، وتحديث القاهرة والمدن المصرية الأخرى، ولكن في نهاية المطاف، أدت نفقاته الباذخة إلى إفلاس البلاد، وأدت إلى غزو من قبل البريطانيين في عام 1882.
اقرأ أيضا: من هو الخديوي اسماعيل
ثورة يوليو 1952
- استمرت سلالة محمد علي في السلطة، تحت سيطرة الإدارة البريطانية من خلال الانتفاضات القومية في 1882 و 1819، ولم يتم إزاحتها إلا بعد أن أنهت ثورة الضباط الأحرار في عام 1952 الإدارة الاستعمارية، وقادت إنشاء جمهورية مصر العربية.
- تولى محمد نجيب الرئاسة في يونيو 1953 إلا أنه لم يستمر طويلا، وفي عام 1956، أصبح الرئيس جمال عبد الناصر، أول رئيس منتخب للجمهورية، وكذلك أول مصري يقود حكومة مصر منذ غزو الإسكندر الأكبر قبل أكثر من ألفي عام.
- لأكثر من خمسة عقود، جلب حكم الضباط الأحرار ما يكفي من التقدم في الداخل، وتعزيز المكانة في الخارج لجعل مصر جزيرة استقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة .