تعد الأردن من أكثر دول العالم جفافاً، حيث يبلغ نصيب الفرد من إمدادات المياه الحالية في الأردن 200 متر مكعب في السنة، وهو ما يقرب من ثلث المتوسط العالمي، ومن المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد إلى 90 مترًا مكعبًا بحلول عام 2025، وفي هذا المقال سنناقش اسباب شح الماء في الاردن
مشكلة نقص المياه في الأردن
- نظرًا لكون الأردن من أكثر البلدان جفافاً في الشرق الأوسط، فإنه يواجه نقصًا حادًا في المياه، حيث يبلغ نصيب الفرد من إمدادات المياه الحالية في البلاد أفل من 200 متر مكعب في السنة، وهو ما يقرب من ثلث المتوسط العالمي.
- من المتوقع أن يصل عدد سكان الأردن (حاليًا 6 ملايين نسمة) إلى 9 ملايين بحلول عام 2025، مما يتسبب في انخفاض حاد في نصيب الفرد من المياه المتاحة إلى 91 مترًا مكعبًا.
- كما يضع المعدل المرتفع للنمو السكاني، وتدفق اللاجئين من النزاعات الإقليمية ضغطاً إضافياً على إمدادات المياه.
- بينما يهدد تغيير أنماط المطر بتفاقم المشكلة، ولذلك فإن الوصول المستدام والشامل إلى مياه الشرب المأمونة، وخدمات الصرف الصحي المناسبة أمر بالغ الأهمية للاستقرار الاقتصادي للبلد على المدى الطويل.
اقرأ أيضا: لماذا يعاني الأردن من نقص المياه
اسباب شح الماء في الاردن
- تشير التقديرات إلى أن احتياطيات المياه الضئيلة في الأردن، يمكن أن يمكن أن تلبي احتياجات مليوني نسمة، ومع ذلك فإن إجمالي عدد سكان البلاد الحالي يقترب من 10 ملايين، تعتبر الأمم المتحدة أن أي دولة يقل متوسط إمدادها السنوي بالمياه عن 500 متر مكعب لكل مقيم تعاني من “ندرة مطلقة”، ومع ذلك فإن نصيب الفرد في الأردن الأردن يصل إلى 150 متر مكعب.
- كانت المشكلة الأكثر بروزًا في السنوات الأخيرة، هي تزايد أعداد اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا، يعيش الآن ما يقدر بنحو 1.4 مليون لاجئ في الأردن، مما يزيد الطلب على المياه بنسبة 20٪.
لكن الحرب في سوريا حررت أيضًا بعض إمدادات المياه، لأنها أنهت الزراعة المروية في جنوب سوريا، مما سمح بدخول المزيد من المياه إلى نظام نهر اليرموك – الأردن، ولكن لا يمكن للأردن الاعتماد على هذا الوضع، والذي من المحتمل أن يكون مؤقتًا. - إذا استمر العالم في إطلاق الغازات الدفيئة بالوتيرة الحالية، فمن المتوقع أن يتفاقم الجفاف في الأردن، تتوقع دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أنه بحلول عام 2050، بعد العودة المتوقعة للري السوري وتفاقم تغير المناخ يمكن أن تنخفض مساهمات اليرموك في الخزان الأساسي بنسبة 51-75٪.
- يشكل الوضع في المستوطنات غير الرسمية، مصدر قلق خاص بسبب ارتفاع معدلات التغوط في العراء، ومحدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
- من المتوقع أن يكون لتغير المناخ تأثير كبير على الأردن، مما يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع درجات الحرارة، والتباين في أنماط هطول الأمطار، والظواهر الجوية المتطرفة، والفيضانات المفاجئة، سيؤدي ذلك إلى تقويض قدرة خدمات المياه والصرف الصحي على الصمود.
كيفية حل مشكلة شح الماء في الأردن
- هناك خياران لزيادة مصادر إمدادات المياه البديلة في الأردن – تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، يمكن أن توفر تحلية المياه مياه شرب آمنة للمناطق التي تواجه ندرة حادة في المياه، وقد تساعد أيضًا في حل الصراع بين احتياجات المياه، في المناطق الحضرية والزراعية من خلال توفير مصدر مياه مستقل جديد.
- الطريقة الأخرى لمواجهة ندرة المياه في الأردن، هي إعادة تدوير مياه الصرف الصحي البلدية وإعادة استخدامها، وهي طريقة مهمة من حيث توفير المياه.
في الحقيقة، بلغت إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الأردن أحد أعلى المستويات في العالم، يتم إرجاع تدفق المياه العادمة المعالجة في البلاد إلى نهر البحث وسد الملك طلال، حيث تختلط مع التدفق السطحي ،وتستخدم في نظام توزيع الري المضغوط في وادي الأردن. - خيار آخر رخيص وطبيعي لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، هو بناء خزانات المياه السطحية، وهي منشآت لتخزين المياه قادرة على جمع مياه الأمطار، والاحتفاظ بها لاستخدامها لاحقًا خلال المواسم الجافة للري، أو حتى لأغراض تربية الأسماك.
لمنع فقدان الماء عن طريق التبخر، يجب تغطية الخزانات بطريقة محددة للسماح بدخول الهواء، ولكن مع الحد الأدنى من معدل التبخر، هناك خيار آخر، هو تركيب الألواح الشمسية العائمة فوق الخزان، والتي لن تقلل من معدل التبخر فحسب، بل ستنتج أيضًا طاقة نظيفة. - استبدال المحاصيل، هو طريقة أخرى مثيرة للاهتمام لزيادة كفاءة المياه من خلال زراعة أنواع جديدة من المحاصيل التي تتحمل المياه المالحة، وقليلة الملوحة، ومتطلبات الري المنخفضة.
هذا النهج ليس مجديًا اقتصاديًا فحسب، بل إنه مفيد اجتماعيًا وقابل للحياة للبشرية في نظام بيئي جاف.
اقرأ أيضا: عاصمة دولة الأردن
جهود الدولة لحل مشكلة ندرة المياه
- إعادة استخدام المياه والحفاظ عليها: في العاصمة الأردنية عمان، تم تحسين البنية التحتية للمياه البلدية تدريجياً مع استبدال الأنابيب القديمة.
- استغلال احتياطيات المياه الجوفية العميقة: سيتم بناء سبعة آبار جديدة على بعد 32 ميلاً جنوب عمان، للاستفادة من طبقة المياه الجوفية الأحفورية العميقة، المعروفة باسم الديسي، والتي لا تزال تحتوي على المياه العذبة التي ملأتها قبل 10000 إلى 30000 عام.