يتساءل الكثير من المسلمين حول أيهما افضل عشر ذي الحجة ام العشر الاواخر من رمضان وفي الحقيقة كلها أيام عظيمة لها منزلة كبيرة عن الله سبحانه وتعالى لذلك يجب على المسلم أن يكثر فيهم من فعل الطاعات والعبادات والإكثار من الذكر وفعل الخير، وسنجيب عن مقالنا التالي عن هذا التساؤل.
أيهما افضل العشر الأوائل من ذي الحجة ام العشر الاواخر من رمضان
– يتساءل المسلمون حول الأفضلية بين عشر ذي الحجة و العشر الأواخر من رمضان والحقيقة أنها أيام فاضلة يستحب فيها أن يقوم المسلم بفعل الطاعات وأداء العبادات والإكثار من ذكر الله وفعل الخير، قال شيخ الإسلام بن تيمية: (أن أيام عشر ذي الحجة أفضل عند الله من أيام العشر الأواخر من رمضان، لكن ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل عند الله من ليالي عشر ذي الحجة).
– قَالَ ابْنُ الْقَيِّمُ: (وَإِذَا تَأَمَّلَ الْفَاضِلُ اللَّبِيبُ هَذَا الْجَوَابَ وَجَدَهُ شَافِيًا كَافِيًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا أَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَفِيهَا: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَأَمَّا لَيَالِي عَشْرِ رَمَضَانَ فَهِيَ لَيَالِي الْإِحْيَاءِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُحْيِيهَا كُلَّهَا، وَفِيهَا لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فَمَنْ أَجَابَ بِغَيْرِ هَذَا التَّفْصِيلِ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يُدْلِيَ بِحُجَّةٍ صَحِيحَةٍ) مجموع فتاوى ابن تيمية (ج6/ص100).
– قال بن باز أن العشر الأواخر من رمضان أفضل عند الله من جهة الليل؛ لأن فيهم ليلة القدر، أما عشر ذي الحجة أفضل عند الله من جهة النهار؛ لأن فيهم يوم عرفة، ويوم النحر وهما أفضل الأيام عند الله، قال رسول الله صل الله عليه وسلم (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ ) أخرجه أبو داوود.
فضل العشر الأول من ذي الحجة
– حثنا الرسول المصطفى صل الله عليه وسلم على الإكثار من الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة في العشر الأول من ذي الحجة حيث أن لهم فضل عظيم يتمثل في الآتي:
- أقسم بهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وهو ما يدل على عظم مكانتهم، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
2. اجتمع في هذه الأيام المباركة الكثير من العبادات معاً كالصوم، والصلاة، والحج، والصدقة، قال ابن حجر: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره) (فتح الباري لابن حجر)
3. فيها يوم عرفة يوم الحج الأكبر، الذي يغفر الله عز وجل فيه الذنوب، ويعتق فيه الرقاب من النار، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ) صحيح مسلم (2402).
4. ذكرها الله في القرآن الكريم بأنها الأيام المعلومات، قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، روى نافع عن ابن عمر: (أن الأيام المعدودات والأيام المعلومات يجمعها أربعة أيام: يوم النحر وثلاثة أيام بعده، فيوم النحر معلوم غير معدود، واليومان بعده معلومان معدودان، واليوم الرابع معدود لا معلوم، وهذا مذهب مالك وغيره).
5. فيها يوم النحر، أفضل أيام السنة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) أبو داوود (1502).
6. شهد لهم الرسول الكريم بأنهم أفضل أيام الدنيا، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر – يعني عشر ذي الحجة -، قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب) صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص15).
7. العمل فيهم أجره أعظم من الأيام الأخرى، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) الترمذي (688).
فضل العشر الأواخر من رمضان
– شهر رمضان شهر الصوم الذي أنزل فيه القرآن، شهر عظيم له منزلة عظيمة عند الله ورسوله والمؤمنون، أمرنا الله سبحانه وتعالى فيه بالصوم وفعل الطاعات لنيل الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولقد حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام على الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان ما لم يجتهد في غيرهم، عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره) صحيح مسلم (2008).
– كان الرسول في هذه الليالي يكثر من قراءة القرآن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان) سنن النسائي (1623)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي (ج4/ص285).
– في هذه الليالي العشر توجد ليلة القدر وهي أفضل الليالي عند الله، ذكر في فضلها ما يلي:
- أنها خير من ألف شهر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
2. نزل فيها القرآن الكريم: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (القدر).
3. ليلة مباركة قال الله تعالى عنها: {حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}.
4. ليلة تغفر فيها الذنوب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري (1768).
5. ليلة تنزل فيها الملائكة والروح لكثرة بركتها، قال بن كثير (أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له، والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه) (تفسير ابن كثير (ج8/ص444).