سورة الناس مكية أم مدنية.. تعد سورة الناس آخر سورة، في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وعدد آياتها ستُّ آيات، وتتضمن الالتجاء إلى ربّ الناس الملك الإله الحق من شرّ إبليس وجنوده..
سورة الناس مكية أم مدنية
- اختلف العلماء في تحديد كون سورة الناس مكية أم مدنية، فقَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ – سورة الإخلاص، 113 – الفلق، 114 – الناس: اختلف المفسرون في تنزيلهن فقال بعضهم هي مدنيات وقال الضحاك والسدي هن مكيات)، وقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بالمدينة وقيل بمكّة والله أعلم)، وقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مدنية هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وقال قتادة مكية )، كما قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (مكية، وقيل مدنية)، وقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (قال ابن عباس وغيره: (هي مدنية).
- وعن ترتيب نزولها؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ ( [نزلت بعد الفلق])، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الفلق)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيّ (ونزلت بعد سورة الفلق ونزلت بعدها سورة الإخلاص)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعلى الصّحيح من أنّها مكّيّةٌ فقد عدّت الحادية والعشرين من السّور، نزلت عقب سورة الفلق وقبل سورة الإخلاص).
- سميت سورة الناس لافتتاحها بقول اللَّه تبارك وتعالى: قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.. وتكررت كلمة النَّاسِ فيها خمس مرات. وقد نزلت مع ما قبلهاوهي آخر سورة في القرآن، وقد بدئ بالفاتحة التي هي استعانة باللَّه وحمد له، وختم بالمعوذتين للاستعانة باللَّه أيضا.
- وعن سبب نزول السورة، قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (نزلت هذا السورة والتي بعدها لما سحر لبيد بن الأعصم اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتكى شكوى شديدة فأعلمه الله بما سحر به وأين هو، فبعث من أتى به وكان وترا فيه إحدى عشرة عقدة، فجعلوا كلما حلوا عقدة وجد راحة حتى حلوا العقد كلها، وأمره الله أن يتعوذ بهاتين السورتين وهما إحدى عشرة آية على عدد العقد). [الوجيز: 1/1242].
موضوع السورة
- تفتتح السورة بذكر الله رب الناس جميعاً، وملك كل الناس، وإله الناس أجمعين، وتدعو الجميع إلى الاستعاذة به من شر الوسواس سواء كان إبليس أو رفيقًا سيئًا يوسوس بالشر في صدور الناس أو آذانهم .
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- اشتملت هذه السورة، وهي ثاني المعوذتين على الاستعاذة باللَّه تعالى والالتجاء إلى ربّ الناس الملك الإله الحق من شرّ إبليس وجنوده الذين يغوون الناس بوسوستهم.وقد عرفنا أن هذه السورة وسورة الفلق والإخلاص تعوذ بهن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من سحر اليهود. وقيل: إن المعوذتين كان يقال لهما المقشقشتان، أي تبرئان من النفاق.