سورة الفلق مكية أم مدنية.. اختلف المفسرون في تحديد مكان نزول سورة الفلق، وتعد السورة 113 في ترتيب المصحف الشريف، وقد نزلت بعد سورة الفيل، وتتضمن آياتها الاستعاذة من كل شرّ في الدنيا والآخرة، من شر الإنس والجن والشياطين وشرّ السباع والهوام وشرّ النار وشرّ الذنوب، والهوى.
سورة الفلق مكية أم مدنية
- هذه السورة مكية في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر وهو رأي الأكثرين، ومدنية في رواية عن ابن عباس وقتادة وجماعة، قيل: وهو الصحيح، وقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مدنية هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وقال قتادة مكية )، وقالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (مكية، وقيل: مدنية)، وقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة قال ابن عباس: (هي مدنية)، وقال قتادة: (هي مكية).
- وعن ترتيب نزولها؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد الفيل)، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: (نزلت بعد الفيل)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الفيل ونزلت بعدها سورة الناس)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت العشرين في عداد نزول السّور، نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة النّاس).
- سميت هذه السورة سورة الفلق، لافتتاحها بقوله تعالى: قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ والْفَلَقِ الشق وفصل الشيء عن بعضه، وهو يشمل كل ما انفلق من حب ونوى ونبات عن الأرض، وعيون ماء عن الجبال، ومطر عن السحاب، وولد عن الأرحام، ومنه: فالِقُ الْإِصْباحِ [الأنعام 6/ 96] ، وفالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى [الأنعام 6/ 95] .
- وعن أسباب نزول سورة الفلق قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (قال الكلبي ومقاتل: (إن لبيد بن أعصم اليهودي، سحر النبي صلّى الله عليه وسلّم في إحدى عشرة عقدة في وتر، ودسه في بئر يقال لها: ذروان، فمرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واشتد عليه ذلك ثلاث ليال، فنزلت المعوذتان لذلك، وأخبره جبريل بمكان السحر، فأرسل إليها عليًا رضي الله عنه، فجابها، فقال جبريل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: حل عقدة واقرأ آية، ففعل، وجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، وذهب عنه ما كان يجده).
موضوع السورة
- قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ أي قل أيها النبي: ألجأ إلى اللَّه، وأستعيذ بربّ الصبح لأن الليل ينفلق عنه، أو بربّ كل ما انفلق من جميع ما خلق اللَّه، من الحيوان، والصبح، والحبّ، والنوى، وكل شيء من نبات وغيره، أعوذ باللَّه خالق الكائنات من شرّ كل ما خلقه اللَّه سبحانه من جميع مخلوقاته. وفيه إشارة إلى أن القادر على إزالة الظلمة عن وجه الأرض قادر على دفع ظلمة الشرور والآفات عن العبد.
- الاستعاذة من الليل إذا عظم ظلامه لأن في الليل كما ذكر الرازي تخرج السباع من آجامها، ومن الساحرات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها، ومن الحاسد الذي يحسد غيره، أي يتمنى زوال نعمة المحسود.
- روى مسلم في صحيحة وأحمد والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر قال:قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط: قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» .
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- تضمنت السورة الاستعاذة من شر المخلوقات، وبخاصة ظلمة الليل، والسواحر والنمامين، والحسدة، وهي درس بليغ وتعليم نافع عظيم لحماية الناس بعضهم من بعض بسبب أمراض النفوس، وحمايتهم من شر ذوات السموم، وشر الليل إذا أظلم، لما فيه من مخاوف، وبخاصة في البراري والكهوف.