سورة الإخلاص مكية أم مدنية.. سورة الإخلاص من السور المختلف في تحديد كونها مكية أم مدنية، وتعد السورة 112، في ترتيب المصحف الشريف بالجزء الثلاثين، وتتضمن آياتها الحديث عن وحدانية الله عز وجل وأن ليس له ولد وأنه لم يولد..
سورة الإخلاص مكية أم مدنية
- اختلف العلماء في تحديد مكان نزول سورة الإخلاص، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة مكية، قاله مجاهد بخلاف عنه وعطاء وقتادة، وقال ابن عباس والقرظي وأبو العالية هي مدنية)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وفيها قولان:أحدهما: أنها مكية، قاله ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر.والثاني: مدنية، روي عن ابن عباس وقتادة والضحاك).
- وقالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (واختلف في سورة الإخلاص، وقد سبق قول عطاء بن أبي مسلم إنها مكية، وهو يروي جميع ما ذكره عن ابن عباس، وكذلك قال كريب ونافع بن أبي نعيم، وقال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو العالية، والربيع وغيرهم: إنها مدنية، وهو الصحيح إن شاء الله).
- قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ في قول ابن مسعودٍ والحسن وعطاءٍ وعكرمة وجابرٍ، ومدنيّةٌ في أحد قولي ابن عبّاسٍ وقتادة والضّحّاك والسّدّيّ).
- وعن ترتيب نزول سورة الإخلاص، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد الناس)، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الناس، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الناس، ونزلت بعدها سورة والنجم)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (عدّت السّورة الثّانية والعشرين في عداد نزول السّور نزلت بعد سورة النّاس وقبل سورة النّجم).
- سميت بأسماء كثيرة أشهرها سورة الإخلاص لأنها تتحدث عن التوحيد الخالص للَّه عز وجل، المنزه عن كل نقص، المبرأ من كل شرك، ولأنها تخلّص العبد من الشرك، أو من النار. وسميت أيضا سورة التفريد أو التجريد أو التوحيد أو النجاة، وتسمى كذلك سورة الأساس لاشتمالها على أصول الدين.
سبب نزول سورة الاخلاص
- وعن سبب نزولها قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ : (وجاء في سَبَبِ نُزُولِهَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي العَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ المُشْرِكِينَ قَالُوا للنبيِّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ. فَنَزَلَتْ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والطَّبَرِيُّ، وفي آخِرِهِ: قَالَ: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ لأنَّه لَيْسَ شَيْءٌ إلا سَيَمُوتُ، ولا شَيْءٌ يَمُوتُ إِلاَّ يُورَثُ، ورَبُّنَا لا يَمُوتُ ولاَ يُورَثُ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ شِبْهٌ ولا عِدْلٌ، وأَخرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي العاليةِ مُرْسَلاً، وقَالَ: هَذَا أَصَحُّ. وصَحَّحَ المَوْصُولَ ابْنُ خُزَيْمَةَ والحَاكِمُ، وله شاهدٌ مِن حَدِيثِ جابرٍ عِندَ أَبِي يَعْلَى والطَّبَرِيِّ والطَّبَرَانِيِّ في الأَوْسَطِ). [فتح الباري: 8 / 739].
موضوع السورة
- تضمنت هذه السورة أهم أركان العقيدة والشريعة الإسلامية، وهي توحيد اللَّه وتنزيهه، واتصافه بصفات الكمال، ونفي الشركاء، وفي هذا الرد على النصارى القائلين بالتثليث، وعلى المشركين الذين عبدوا مع اللَّه آلهة أخرى.
- وقد أخرج البخاري وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري في فضل سورة الاخلاص: «أن رجلا سمع رجلا يقرأ قُلْ: هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يرددها، فلما أصبح، جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن» .
- وفي رواية أخرى للبخاري عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشقّ ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول اللَّه؟ فقال: اللَّه الواحد الصمد ثلث القرآن» .