سورة المسد مكية أم مدنية..تعد سورة المسد سورة مكية بإجماع، وتتكون من خمس آيات فقط، وهي السورة 111 في ترتيب المصحف الشريف، وقد نزلت تتوعد أبو لهب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عدوًا لدودًا للإسلام وكثيرًا ما يلحق الأذى بالنبي، وقد نزلت هذه السورة عليه وعلى زوجته حيث كانا يضران الرسول.
سورة المسد مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بإجماع)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ ( (وهي مكية بإجماعهم)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق)، كما قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (مكية).
- وعن ترتيب نزول سورة المسد، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ ( [نزلت بعد الفاتحة])، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الفاتحة)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة المدثر ونزلت بعدها سورة التكوير)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت السّادسة من السّور نزولًا، نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة التّكوير).
- سميت سورة المسد لقوله تعالى في آخرها: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أي في عنق أم جميل زوجة أبي لهب حبل مفتول من ليف. وسميت أيضا سورة تَبَّتْ لقوله تعالى في مطلعها: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أي هلكت وخسرت يدا أبي لهب، كما سميت سورة أبي لهب، أو سورة اللهب.
- وعن سبب نزولها حدثنا محمد بن سلام أخبرنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد إلى الجبل فنادى يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني قالوا نعم قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبي لهب إلى آخرها
موضوعات السورة
- نزلت هذه السورة لإدانة سلوك واحد من أقارب النبي الذين وقفوا ضد رسالته، فكان أبو لهب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد العزي بن عبد المطلب، وسمي بأبو لهب بسبب لمعان وجهه. وكان هذا هو لقبه لأنه كان ذا لون ضارب إلى الحمرة متوهج، ويعد أبو لهب وزوجته من أشد المعارضين لمحمد ودعوته.
- كانت زوجته من أئمة قريش، وتلقب بأم جميل، اسمها أروى بنت حرب، وهي أخت أبو سفيان. كانت داعمة لزوجها في كفره ورفضه وعناده للرسول الكريم والاسلام، وكانت تضع الأشواك في سبيل رسول الله، لذلك سيكون لها عقاب شديد في جهنم، وتكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- أوضحت السورة نوع عذاب أبي لهب وزوجته أم جميل، ومآلهما في الدارين لشدة عداوتهما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
- وصف عذاب أم جميل بأنها مع زوجها تصلى نار جهنم وتذوق حرها وتتلظى بلهبها، وأنها هالكة في الدنيا، ومعذبة في الآخرة بحبل من نار، وسلاسل من نار جهنم تطوقها، لإيذائها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.