سورة الهمزة مكية أم مدنية..سورة الهمزة هي سورة مكية، تدين كل أنواع الغيبة والنميمة، وتحذر كل من يبذل قصارى جهده لجمع الأموال وتكديسها، وتعد السورة الثانية والثلاثون التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد نزول سورة القيامة.
سورة الهمزة مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بلا خلاف)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية بإجماعهم)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، و قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال: (أنزلت {ويل لكل همزة} [الهمزة: 1] بمكة)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ في قول الجمهور وإطلاق جمهور المفسّرين).
- وعن ترتيب نزول سورة الهمزة؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد القيامة)، كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد القيامة)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة القيامة ونزلت بعدها سورة والمرسلات)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّت الثّالثة عشرة في عداد نزول السّور نزلت بعد سورة الانشراح وقبل سورة العاديات).
- سميت سورة الهمزة لبدئها بقول اللَّه تبارك وتعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ والهمزة: الذي يغتاب الناس ويطعن بهم بقول أو فعل أو إشارة، واللمزة: الذي يعيب الناس بإشارة الحاجب والعين. قال ابن عباس: الهمزة: المغتاب، واللمزة: العياب.
موضوع السورة
- تدين هذه السورة الشرور التي كانت سائدة بين المكتنزين الماديين للثروة في أيام الجاهلية، ممن دعاهم مالهم إلى الحط من أقدار الناس وازدرائهم نتيجة جمعهم للمال وتعديده مرة بعد أخرى، شغفا به وتلذذا بإحصائه، كما تم بعد ذكر هذا النوع من الشخصية، بيان نهايتها يوم القيامة..
- الخزي والعذاب والهلكة لكلّ مغتاب عيّاب طعّان للناس ..وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ أي خزي وعذاب شديد لكل من يغتاب الناس ويطعن بهم أو يعيبهم في حضورهم، قال مقاتل: إن الهمزة: الذي يغتاب بالغيبة، واللمزة: الذي يغتاب في الوجه. وقال ابن عباس: هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ طعان معياب.
- المال يطول الأمل، ويمنّي بالأماني البعيدة، حتى أصبح لفرط غفلة صاحب المال يحسب أن ماله يتركه خالدا في الدنيا، والهمزة اللمزة الذي يزدري الناس ويحتقرهم ويترفع عليهم بسبب إعجابه بما جمع من المال وأحصاه، وظن أن له به الفضل على غيره،.يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ أي يظن أن ماله يضمن له الخلود ويتركه حيّا مخلدا لا يموت لشدة إعجابه بما يجمعه من المال، فلا يعود يفكر بما بعد الموت.
- ردع اللَّه تعالى عن كل هذه المزاعم والتحسبات، فالمال لا يرفع القدر، ولا يقتضي الطعن بالآخرين، وليس المال كما يظن مخلّدا في الدنيا، بل المخلّد هو العلم والعمل.
- في نهاية السورة يشار إلى مصير تلك الشخصية المؤلم، حيث سيرمون في الجحيم بشكل مخز، وستذبل قلوبهم وعقولهم؛ مركز كل كبريائهم وغرورهم.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- هذه السورة المكية في علاج مشكلة مستعصية بين الناس وهي الطعن في الآخرين بالغيبة أثناء غيابهم، أو بالعيب حال حضورهم.وقد بدأت بالإخبار عن العذاب الشديد لكل عيّاب طعّان للناس، ينتقص الآخرين ويزدريهم ويسخر بهم: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [1] .
- ثم ذمّت السورة الذين يحصرون على جمع الأموال في الدنيا، كأنهم مخلدون فيها: الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ … [2- 3] .وختمت بردع الفريقين السابقين، وأنبأتهم بمصيرهم الأسود وهو النبذ في الحطمة: نار جهنم.