سورة التكاثر مكية أم مدنية
سورة التكاثر مكية أم مدنية
سورة التكاثر مكية أم مدنية.. سورة التكاثر هي إحدى السور المكية وترتيبها في المصحف 102، في الجزء الثلاثين، وتدعو آياتها الناس للاستعداد للآخرة، وتحذيرهم من المباهاة بكثرة المال والعدد وانشغالهم عن طاعة اللَّه..
سورة التكاثر مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة التكاثر مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية لا أعلم فيها خلافا)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ عند الجميع)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (قال ابن عطيّة: هي مكّيّةٌ لا أعلم فيها خلافًا )، واختار هذا القول ابن عباس -رضي الله عنهما- مستدلًّا بأنّها نزلت في مفاخرة حيّين من قريش.
- وعن ترتيب نزول سورة التكاثر؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد الكوثر)، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الكوثر)، قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الكوثر، ونزلت بعدها سورة أرأيت الذي)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُور (وقد عدّت السّادسة عشرة في ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة الكوثر وقبل سورة الماعون بناءً على أنّها مكّيّة).
- سميت سورة التكاثر لقوله تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ أي شغلكم التفاخر بالأموال والأولاد والأعوان.
موضوع السورة
- أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أي شغلكم التفاخر والتباهي بالأموال والأولاد والأعوان، والاعتناء بكثرتها وتحصيلها، شغلكم عن طاعة اللَّه والعمل للآخرة، حتى أدرككم الموت، وأنتم على تلك الحال.
- أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: “يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله”.
- يتم تحذير الناس في هذه السورة من العواقب السيئة للعبادة الدنيوية لأنهم يقضون حياتهم في اكتساب المزيد من الثروة الدنيوية والمزايا المادية والمكانة والسلطة. هذا التنافس بين الناس والتفاخر والتباهي بشأن ما استحوذوا عليه لن ينتهي حتى الموت، وقد شغل هذا السعي الناس لدرجة أنه لم يترك لهم الوقت أو الفرصة لمتابعة الأمور الروحية والسمو في الحياة.
- وتتوجه الآيات بالحديث عمن تكون الدنيا أكبر همه؛ وأنه سيعلم عاقبة ذلك يوم القيامة، والجملة الثانية كررت للتأكيد والتغليظ والوعيد والزجر.كَلَّا، لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ.
- ويدعو الله تعالى الناس في هذه السورة إلى الابتعاد عن اللهو واللعلب في الدنيا، فالدنيا زائلة وفانية لن تبقى إلا الأعمال الصالحة في الأخرة، كما يدعو عزو وجل الناس للابتعاد عن التكاثر والتفاخر، والمبادرة بالخيرات، فهي من تصل بالانسان إلى جنة الخلد.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- موضوع هذه السورة المكية ذم العمل للدنيا فقط، والتحذير من ترك الاستعداد للآخرة. لذا تناولت مقاصد ثلاثة؛ بيان انشغال الناس بملذات الحياة ومغرياتها، والغفلة حتى يأتي الموت:أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ [1- 2] .
- الإنذار بالسؤال عن جميع الأعمال في القيامة: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [3- 4] .
- التهديد برؤية الجحيم يقينا، ومجابهة أهوال النار، والسؤال عن نعيم الدنيا: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ.. [5- 8] .