سورة القارعة مكية أم مدنية.. سورة القارعة هي إحدى السور المكية بلا خلاف بين العلماء، وتعد السورة 101 في ترتيب المصحف الشريف، وقد نزلت بعد سورة قريش..
سورة القارعة مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بلا خلاف)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية بإجماعهم)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ.) وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (واتّفق على أنّها مكّيّةٌ)، وقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بلا خلاف)، كما قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (وهي مكية).
- وعن ترتيب نزول سورة القارعة؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ ( [نزلت بعد قريش]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد قريش)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة قريش، ونزلت بعدها سورة القيامة)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت الثّلاثين في عداد نزول السّور نزلت بعد سورة قريشٍ وقبل سورة القيامة).
- سميت سورة القارعة لبدء السورة بها تهويلا وتخويفا، كابتداء سورة الحاقة، والقارعة من أسماء يوم القيامة كالحاقة والطامّة والصاخّة والغاشية ونحو ذلك. وسميت بهذا لأنها تقرع القلوب بهولها.
موضوع السورة
- الْقارِعَةُ من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بالفزع، وقوله: مَا الْقارِعَةُ لتعظيم شأنها وتفخيمه، وقوله:وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ تأكيد لشدة هولها، وتعظيم أمرها، وتهويل شأنها.
- هذه السورة في مجملها تصف يوم القيامة وأحداثه التمهيدية مع بعض التحذيرات الواضحة. وفقًا لهذه السورة، ينقسم الناس إلى مجموعتين محددتين؛ أصحاب الأعمال الصالحة وأولئك سوف يفرحون بحياة سعيدة في جنة الخلد، أما من غرته الحياة الدنيا واتبع هواه ستكون الهاوية مسكنه في الأخرة.
- فتتحدث الآيات أنه في يوم القيامة سيكون الناس مثل الجراد، فعندما ينهضون من قبورهم، سوف يتغلب عليهم الخوف لدرجة أنهم سيبدأون في الذهاب في أي اتجاه ، دون وضع وجهة في الاعتبار، وعند حسابهم أما أن ينتقلوا إلى مكان سعادة أو بلاء وضيق.
- كما أنه في يوم القيامة ستصبح الجبال بألوانها المختلفة كالقطن المقطر بسبب الزلازل التي ستهز الأرض، فعندما تكون الجبال بكل جلالها مثل هذه الحالة في ذلك اليوم، إذن ما هي الحالة التي سيكون عليها الإنسان الضعيف.
- ثم ذكر الجزاء على الأعمال وأحوال الناس وتفرقهم فريقين إجمالا، فقال:فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي أما من ثقلت موازينه بأن رجحت حسناته أو أعماله الصالحة على سيئاته، فهو في عيشة مرضية.
- وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ، فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ، وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ، نارٌ حامِيَةٌ أي وأما من رجحت سيئاته على حسناته، أو لم تكن له حسنات يعتد بها، فمسكنه أو مأواه جهنم. وسماها أمه لأنه يأوي إليها كما يأوي الطفل إلى أمه، وسميت جهنم هاوية وهي الهالكة لأنه يهوي فيها مع عمق قعرها، ولأنها نار عتيقة
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- موضوع هذه السورة المكية التخويف بأهوال القيامة، وهي كلها تدور حول الموضوع نفسه.فقد بدأت بالحديث عن أهوال القيامة وشدائدها، وانتشار الناس فيها من قبورهم كالفراش المتطاير: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ.. [1- 4].
- ثم أشارت إلى بعض أمارات الساعة وهو نسف الجبال وجعلها كالصوف مما يوجد الذعر والهلع والتأثر الشديد في قلوب الناس: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ [5] .
- وكانت خاتمتها الإخبار عن نصب موازين الحساب التي توزن بها أعمال الناس، فثقيل الميزان بالحسنات إلى الجنة، وخفيف الميزان بالسيئات إلى النار:فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ.. [6- 11] .