سورة البينة مكية أم مدنية..سورة البينة هي السورة 98 في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها 8 آيات، وقد نزلت بعد سورة الطلاق، والمشهور عند الجمهور في هذه السورة أنها مدنية لأنها تضمنت مخاطبة أهل الكتاب، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزل إلى المدينة إلى جوار اليهود وخالطهم المسلمون، احتاج إلى مجادلتهم ومحاجتهم.
سورة البينة مكية أم مدنية
- اختلف المفسرون في تحديد كون سورة البينة مكية أم مدنية، فقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (واختلف في أنّها مكّيّةٌ أو مدنيّةٌ قال ابن عطيّة: الأشهر أنّها مكّيّةٌ وهو قول جمهور المفسّرين. وعن ابن الزّبير وعطاء بن يسار هي مدينة، وعكس القرطبيّ فنسب القول بـ(أنّها مدنيّةٌ) إلى الجمهور وابن عبّاسٍ.
- فيما قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية في قول جمهور المفسرين)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (مكية) قاله أبو صالح عن ابن عباس، واختاره يحيى بن سلام).
- وقالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ ( وقال ابن الزبير وعطاء بن يسار هي مدنية.)، كما قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وقال ابن الزبير وعطاء: (هي مدنية).
- وعن ترتيب نزول سورة البينة، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الطلاق]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِي (نزلت بعد الطلاق)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الطلاق ونزلت بعدها سورة الحشر). كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّت المائة وإحدى في ترتيب النّزول نزلت بعد سورة الطّلاق وقبل سورة الحشر، فتكون نزلت قبل غزوة بني النّضير، وكانت غزوة النّضير سنة أربعٍ في ربيع الأوّل فنزول هذه السّورة آخر سنة ثلاثٍ أو أوّل سنة أربعٍ).
- سميت سورة البيّنة لافتتاحها بقوله تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ أي مفارقين ما هم عليه من الكفر، منتهين زائلين عن الشرك، حتى تأتيهم الحجة الواضحة، وتسمى أيضا: (لم يكن الذين كفروا)، وهذا جاء في الصحيحين في حديث أنس لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي بن كعب : (إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة: (لم يكن الذين كفروا)، فقال أبي : يا رسول الله! وسماني لك؟! قال: نعم سماك لي، فبكى أبي رضي الله عنه وأرضاه).
- ومن أسمائها أيضاً: سورة (القيمة)؛ لأن الله تعالى قال: (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة:5]؛ وأيضاً: سورة (أهل الكتاب)؛ لأن الله تعالى ذكر فيها أهل الكتاب غير مرة، ومنها: سورة (البرية): (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)[البينة:7].. (أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)[البينة:6]، ومن أسمائها: سورة (المنفكين) أو سورة (الانفكاك): (لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ) [البينة:1].
موضوع السورة
- موضوع سورة البينة هو رد فعل أهل الكتاب والوثنيين على براهين الإسلام، حيث يخبرنا الله في هذه السورة أن هذه الجماعات تفرقت عند سماع الرسالة ورؤية الأدلة، ما بين جماعة يؤمنون وهم خير البرية، بينما رفض آخرون الرسالة وكفروا، فدعاهم الله شر الخلق، وينهي الله السورة بوعد الكافرين بالعقاب، ووعد المؤمنين بالجنة والثواب.
- ولأن الوحي جاء بالبراهين الواضحة أن الاسلام هو الحق، فإن الذين كفروا بعد رؤية الأدلة محكوم عليهم بنار جهنم، وقد أسماهم الله شر البرية، والسبب في اعتبار الكافرين أسوأ الخلق أنهم الخليقة الوحيدة التي لا تخدم الغرض الذي خُلقوا من أجله.
- وتنتهي السورة بالتذكير بأن أولئك الذين يختارون الإيمان بالإسلام واتباع رسالته هم أفضل الخلق والسبب هو أن المؤمن تحقيق هدفه من خلال الإرادة الحرة، ما يرفع مكانته عند الله عز وجل.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- بيان علاقة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) والمشركين برسالة بي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وموقفهم منها، وإقلاعهم عن كفرهم بسببها: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا … [الآيات 1- 4]
- تحديد الهدف الجوهري من الدين والإيمان وهو إخلاص العبادة للَّه عز وجل: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.. [5] .
- توضيح مصير كل من الكفار المجرمين الأشقياء شر البرية، والمؤمنين الأتقياء السعداء خير البرية: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ..[6- 8] .