سورة القدر مكية أم مدنية.. سورة القدر هي سورة اختلف بعض العلماء في تحديد كونها مكية أم مدنية، وإن كانت أقرب لكونها مكية، وهي السورة 97 في ترتيب المصحف الشريف، ويبلغ عدد آياتها 5 آيات، وتتحدث عن ليلة القدر..
سورة القدر مكية أم مدنية
- اختلف المفسرون في تحديد كون سورة القدر مكية أم مدنية، فقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (قال أبو العبّاس: مكّيّة بلا خلاف)، كما قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (وروى شيبان عن قتادة أنها مكيّة، وهي رواية نوفل ابن أبي عقرب عن ابن عباس).
- قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ ( وقال قتادة هي مكية وكذا حكى كريب أنه وجدها في كتاب ابن عباس )فيما قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (مدنيّة في قول أكثر المفسرين، وقال علي بن الحسين بن واقد: هي أوّل سورة نزلت بالمدينة، وروى شيبان عن قتادة أنها مكيّة، وهي رواية نوفل ابن أبي عقرب عن ابن عباس)، وقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مدنية هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وقال قتادة هي مكية وكذا حكى كريب أنه وجدها في كتاب ابن عباس ).
- وعن ترتيب نزول سورة القدر؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد عبس]، وقالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (نزلت بين عبس والشمس)، كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد عبس)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيّ (وذكر الواحدي أنّها أول سورة نزلت بالمدينة)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّها جابر بن زيدٍ الخامسة والعشرين في ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة عبس وقبل سورة الشّمس، فأمّا قول من قالوا: إنّها مدنيّةٌ، فيقتضي أن تكون نزلت بعد المطفّفين وقبل البقرة).
- سميت سورة القدر أي العظمة والشرف تسمية لها بصفة ليلة القدر الذي أنزل اللَّه فيها القرآن، فقال سبحانه: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أي في ليلة عظيمة القدر والشرف.
موضوع السورة
- بدأ نزول القرآن العظيم في ليلة القدر وهي أحد الليالي المباركة في شهر رمضان .
- ليلة القدر هي ليلة الشرف والتعظيم، وليلة الحكم والتقدير، يقدّر اللَّه فيها ما يشاء من أمره، إلى مثلها من السنة القابلة من أمر الموت والأجل والرزق وغيره، ويسلّمه إلى مدبّرات الأمور، وهم أربعة من الملائكة: إسرافيل، وميكائيل، وعزرائيل، وجبرائيل عليهم السلام.
- العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف أشهر ليس فيها ليلة القدر، وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر
- تهبط الملائكة من كل سماء، ومن سدرة المنتهى، وجبريل حيث مسكنه على وسطها إلى الأرض، ويؤمّنون على دعاء الناس، إلى وقت طلوع الفجر. قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: “يكتب في أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنَة من الخير والشرِّ والأرزاق والآجال، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان، ويحج فلان”، وقال قتادة: “يُبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخَلْق ورِزق، وما يكون في تلك السنَة”.
- هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من يسلم فيها من الآثام وعقوباتها، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها، وتتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر.
ما اشتملت عليه السورة:من آيات:
- تحدثت هذه السورة المكية عن تاريخ بدء نزول القرآن الكريم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والليالي والشهور، لنزول الملائكة وجبريل فيها بالأنوار والأفضال والبركات والخيرات على عباد اللَّه المؤمنين الصالحين، من لدن أرحم الراحمين الذي يفيض بها على من يشاء. [1- 6]
- معنى نزول القرآن في ليلة القدر، مع العلم بأنه نزل منجّما مقسّطا على مدى ثلاث وعشرين سنة: أنه ابتدأ إنزاله ليلة القدر لأن بعثة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كانت في رمضان، وذلك لأن اللَّه تعالى قال في هذه السورة: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وقال في سورة الدخان: حم، وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْراً مِنْ عِنْدِنا، إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ، رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
- وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ أي وما أعلمك ما ليلة القدر؟ وهذا لتفخيم شأنها وتعظيم قدرها، وبيان مدى شرفها، وسميت بذلك لأن اللَّه تعالى يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة، أو لعظيم قدرها وشرفها. قال الزمخشري: معنى ليلة القدر: ليلة تقدير الأمور وقضائها، من قوله تعالى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ .