سورة العلق مكية أم مدنية
سورة العلق مكية أم مدنية
سورة العلق مكية أم مدنية.. سورة العلق هي إحدى السور المكية وهي السورة 96 في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها 19 آية، وهي أول ما نزل من القرآن على قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ..
سورة العلق مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة العلق مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بإجماع)، كما قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ(وهي مكية بإجماعهم)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (وهي أول ما نزل بمكة اتفاقًا )، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ باتّفاقٍ).
- وعن ترتيب نزول سورة العلق قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بمكّة وهي من أول تنزيل القرآن على قول الأكثرين)، وقالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَالوَاحِدِيُّ (أكثر المفسرين وأهل التأويل على أن هذه السورة أول مانزل من القرآن، وهي أول شيء نزل)، كما قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (أكثر المفسرين على أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن).
- نزل صدر هذه السورة أول ما نزل من القرآن الكريم، أما بقية السورة فهو متأخر النزول، بعد انتشار دعوته صلّى اللَّه عليه وسلّم بين قريش، وإيذائهم له.
- وفي سبب نزول السورة خرج الإمام أحمد والشيخان (البخاري ومسلم) عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبّب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء، فيتحنّث فيه- وهو التعبّد- الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى فجأه الوحي، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقْرَأْ.قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فقلت: ما أنا بقارئ» قال: فأخذني فغطّني- ضمّني- حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطّني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطّني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني.فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ، وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.
- رسول اللّه أحسّ بتعب شديد بعد فذهب إلى خديجة وقال: “زملوني ودثروني”، وقال رسول اللّه لخديجة إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقالت: ما يفعل اللّه بك إلاّ خيراً، فواللّه إنّك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث، قالت خديجة: فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمّ خديجة فاخبره رسول اللّه بما رأى، فقال له ورقة: إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ثمّ إيتني فأخبرني، فلمّا خلا ناداه يا محمّد: قل بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه ربّ العالمين… حتى بلغ ولا الضّالين، قل لا إله إلاّ اللّه، فأتى ورقة فذكر له ذلك، فقال له: أبشر ثمّ أبشر، فأنا أشهد أنّك الذي بشر به ابن مريم، وإنّك على مثل ناموس موسى، وإنّك نبيّ مرسل، وإنّك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لاُجاهدنَّ معك، فلمّا توفي ورقة، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : “لقد رأيت القس في الجنّة عليه ثياب الحرير لأنّه آمن بي وصدّقني”.
فترة الوحي
- كما ورد في وصف محتوى هذه السورة، فإن غالبية المفسرين يعتقدون أن هذه هي أول سورة وصلت إلى قلب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بل إن البعض قال إن جميع المفسرين يعتقدون أن الآيات الخمس الأولى من السورة كانت أول وحي مباشر على الرسول، وتؤكد محتوياتها هذه الفكرة أيضًا.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- 1- بيان حكمة اللَّه في خلق الإنسان من ضعف إلى قوة، والإشادة بما زوّده وأمره به من فضيلة القراءة اقرأ والكتابة عَلَّمَ بِالْقَلَمِ لتمييزه على غيره من المخلوقات: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.. [الآيات: 1- 5].
- 2- الإخبار عن مدى طغيان الإنسان وتمرده على أوامر اللَّه، وجحوده نعم اللَّه عليه وغفلته عنها رغم كثرتها في حال توافر الثورة والمال والغنى لديه، فقابل النعمة بالنقمة، وكان الواجب عليه أن يشكر ربّه على فضله، فجحد النعمة وتجبّر واستكبر: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى.. [الآيات: 6- 8] .
- 3- افتضاح شأن فرعون هذه الأمة أبي جهل الذي كان ينهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الصلاة، انتصارا للأوثان والأصنام، وتوعده بأشد العقاب إن استمر على ضلاله وكفره وطغيانه، وتنبيه الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى عدم الالتفات لما كان يوعده به ويتهدده: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى … إلى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ [الآيات: 9- 19] .