سورة التين مكية أم مدنية
سورة التين مكية أم مدنية
سورة التين مكية أم مدنية.. سورة التين هي سورة مكية في رأي أغلب العلماء، وهي السورة 95 في ترتيب المصحف الشريف في الجزء الثلاثين، وفيها يقسم الله عز وجل بالتين والزيتون وطور سنين والبلد الأمين، ويدور موضوعها حول تكريم الله للإنسان، والإيمان بالحساب والجزاء بعد البعث من القبور يوم القيامة.
سورة التين مكية أم مدنية
- قال أكثر العلماء أن سورة التين مكية، فقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ أنها مكّيّة، وقَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ مكية، كما قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي نزلت بمكّة، وقالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ مكية، كما قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية، لا أعرف في ذلك خلافا بين المفسرين.
- أما من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها؛ فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وفيها قولان: أحدهما: (مكية) قاله الجمهور منهم الحسن وعطاء، والثاني: (أنها مدنية) حكاه الماوردي عن ابن عباس وقتادة، كما قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (مختلف فيها)، وروى القرطبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّها مدنيّةٌ، ويخالف هذه الرّواية ما أخرجه ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (أنزلت سورة التّين بمكّة).
- وعن ترتيب نزول سورة التين؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد البروج]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد البروج)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة البروج ونزلت بعدها سورة قريش)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ(وعدّت الثّامنة والعشرين في ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة قريش).
- سميت سورة التين لأن اللَّه تعالى أقسم في مطلعها بالتين والزيتون، لما فيهما من خيرات وبركات، ومنافع: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ هما الشجرتان المعروفتان، أو الشام وبيت المقدس موضعا إنبات هاتين الشجرتين، أو جبلان بالشام ينبتان المأكولين، و وَطُورِ سِينِينَ الجبل الذي كلم اللَّه تعالى موسى عنده، وناجى عليه موسى ربّه، وسِينِينَ وسيناء: اسمان للموضع الذي فيه.. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ أي مكة المكرمة التي كرمها اللَّه بالكعبة المشرفة، وبميلاد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وإرساله فيه، وأقسم اللَّه سبحانه بهذه المواضع الثلاثة لأنها مهابط وحي اللَّه على أولي العزم من الرسل، ومنها أضاءت الهداية للبشر.
- وقد أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} قال: هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل حين سفهت عقولهم، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم).
القضايا الرئيسية في سورة التين
- موضوع هذه السورة ، هو خلق الإنسان وعمليات تطوره، وتبدأ الآيات ببعض القسم الشامل في بداية السورة ، ثم بعد تعداد بعض مصادر انتصار الإنسان وخلاصه، وتختتم بالتركيز على القيامة وسيادة الله المطلقة.
- تضمنت هذه السورة المكية بيان أمور ثلاثة متعلقة بالإنسان وعقيدته:
- تكريم النوع الإنساني، حيث خلق اللَّه الإنسان في أحسن صورة وشكل، منتصب القامة، سويّ الأعضاء، حسن التركيب:.. [1- 4] .
- 2- بيان انحدار مستوى الإنسان وزجّ نفسه في نيران جهنم بسبب كفره باللَّه تعالى ورسوله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وإنكاره البعث والنشور، بالرغم من توافر الأدلة القاطعة على قدرة اللَّه عزّ وجلّ بخلق الإنسان في أحسن تقويم: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ [5] واستثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [6] .
- 3- إعلان مبدأ العدل المطلق في ثواب المؤمنين، وتعذيب الكافرين:فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ، أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ [7- 8].