سورة الشرح مكية أم مدنية.. سورة الشرح هي السورة رقم 94 من القرآن الكريم وتتكون من 8 آيات، وقد نزلت بمكة بعد نزول سورة الضحى، وموضوع هذه السورة الحديث عن شخصية النبي صلّى الله عليه وسلّم وما أمده اللَّه به من نعم عظيمة، تستحق الحمد والشكر.
سورة الشرح مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الشرح مكية، فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (مكية كلها بإجماعهم)، كما قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بإجماع من المفسرين لا خلاف بينهم في ذلك)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُور (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق).
- وعن ترتيب نزول سورة الشرح؛ قالَ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد الضحى)، كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الضحى)، كما قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (زاد بعضهم “بعد الضحى”)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: ” نزلت {ألم نشرح} بمكّة “، وزاد: “بعد الضّحى”).
- وقالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ: (ونزلت بعد سورة والضحى، ونزلت بعدها سورة والعصر)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّت الثّانية عشرة في عداد نزول السّور، نزلت بعد سورة الضّحى بالاتّفاق وقبل سورة العصر).
- سميت سورة الشرح أو الانشراح أو أَلَمْ نَشْرَحْ لافتتاحها بالخبر عن شرح صدر النبي صلّى الله عليه وسلّم أي تنويره بالهدى والإيمان والحكمة، وجعله فسيحا رحيبا واسعا، كقوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ، يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ، أما اسم السورة فغالب كتب التفسير والحديث يسمونها: (ألم نشرح)، وفي بعضها قد يسمونها: سورة الشرح فيأخذون المصدر، وبعضهم يقول: الانشراح أيضاً.
- أما عن أسباب نزول سورة الشرح؛ فقالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قال: نزلت لما عير المشركون المسلمون بالفقر، وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين).
فترة الوحي
نزلت هذه السورة في نفس فترة سورة الضحى وهي الفترة الأولى بمكة.
موضوع السورة
- هذه السورة هي أيضا لتعزية النبي صلى الله عليه وسلم وتشجيعه، فقدد كان الرسول الكريم يتعرض للسخرية والاستهزاء في الشارع وعلى الطريق ؛ وفي كل خطوة كان عليه أن يواجه صعوبات جديدة، وعلى الرغم من أنه اعتاد تدريجياً على المصاعب، حتى عندما أصبحت أكثر حدة، إلا أن المرحلة الأولى كانت محبطة للغاية بالنسبة له صلى الله عليه وسلم، لهذا نزلت سورة الضحى أولاً ثم هذه السورة.
- 1. وتوضح آيات هذه السورة تعداد نعم ثلاث أنعم اللَّه بها على نبيه المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي شرح صدره بالحكمة والإيمان، وتطهيره من الذنوب والأوزار، ورفع منزلته ومقامه وقدره في الدنيا والآخرة: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ [1- 4] وذلك بقصد تسلية الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم وإيناسه عما يلقاه من أذى قومه الشديد في مكة والطائف وغيرهما.
- 2- وعد اللَّه له بتيسير المعسر، وتفريج الكرب عليه، وإزالة المحن والشدائد، وتبشيره بقرب النصر على الأعداء: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [5- 6] .
- 3- أمره بمواظبة العبادة والتفرغ لها بعد القيام بتبليغ الرسالة شكرا للَّه على ما أنعم عليه: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ [7].
- 4- أمره بعد كل شيء بالتوكل على اللَّه وحده، والرغبة فيما عنده: فَإِذا فَرَغْتَ من أداء الرسالة وتبليغ الناس بها، فَاتعب في الدعاء والعبادة، و تضرع وتوكل، واجعل رغبتك باللَّه في جميع شؤونك. وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ. (8).