معنى آية ربنا لا تزغ قلوبنا

آية ربنا لا تزغ قلوبنا هي آية رَقَم 8 من سورة آل عمران، وهي ثالث سورة في كتابها وعدد آياتها 200 وهي من السور المدنية. وقد ذكر المفسرون العديد من التفسيرات لهذه الآية من سورة آل عمران، وفي هذا المقال سوف نذكر تفسيرها لمختلف العلماء، كما سنذكر معاني الكلمات وإعراب الآية.

معنى آية ربنا لا تزغ قلوبنا

ذكر العلماء العديد من التفسيرات لهذه الآية، وفيما يلي نذكر تفسيرها عند مختلف المفسرين:

تفسير الإمام السعدي

أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يدعون ويقولون {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} أي: لا تمل قلوبنا عن الحق جهلًا منا وعنادًا، بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبتنا على هدايتك وعافنا مما ابتليت به الضالين {وهب لنا من لدنك رحمة} أي: امنحنا رحمة عظيمة توفقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات {إنك أنت الوهاب} أي: واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عم جودك جميع البريات.

التفسير الميسر

يقولون العلماء: يا ربنا لا تَصْرِف قلوبنا عن الإيمان بك بعد أن مننت علينا بالهداية لدينك، وامنحنا رحمة واسعة منك، إنك أنت الوهاب: كثير المن والفضل والعطاء، تعطي مَن تشاء بغير حساب.

تفسير الجلايين

(ربنا لا تزغ قلوبنا) تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك الزائغين (بعد إذ هديتنا) أرشدتنا إليه (وهب لنا من لدنك) من عندك (رحمة) تثبيتا (إنك أنت الوهاب).

معاني المفردات

  • تزغ قلوبنا: تملها عن الحق وطريق الصواب.
  • الوهاب: كثير المن والعطاء والفضل.

إعراب الآية

  • ربنا: منادى مضاف منصوب ونا في محل جر بالإضافة.
  • قلوبنا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأن جمع تكسير.
  • هب: فعل دعاء والفاعل مستتر.
  • من لدنك: اسم مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
معنى آية ربنا لا تزغ قلوبنا
معنى آية ربنا لا تزغ قلوبنا

فضل قراءة سورة آل عمران

سورة آل عمران من السور المدنية وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث متنوعة في فضل قراءتها وشفاعتها للعبد يوم القيامة، وفيما يلي نذكر الأحاديث الواردة في هذا الباب:

  • عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما”، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
  • عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ. متفق عليه.”
  • في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما.”
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا والشَّيْطانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطانِ إيَّاهُ، إلَّا مَرْيَمَ وابْنَها، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ} متفق عليه.”

اقرأ أيضًا: معنى آية ولوا على أدبارهم نفورًا

فضل قراءة القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المنزل على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين، وقد ذكر الرسول الكريم أحاديث كثيرة في فضل قراءة القرآن وحفظه والعمل به نذكرها فيما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم.
  • صح عند الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: “ألم” حرف، ولكن “ألف” حرف، و”لام” حرف، و”ميم” حرف).
  • قال رسول الله صلى الله هليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: (يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
  • صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: (يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووم عليه وإن قَلَّ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه) رواه مسلم. ومعنى “أثبتوه” كما قال النووي: أي لازموه، وداوموا عليه.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا لعبد الله بن عمرو بن العاص: واقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل عشرين، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأة في كل عشر، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم
  • وقد ورد في فضل الختم بخصوصه حديث من رواية عبد الله بن عباس، قال: قال رجل : يارسول الله: أي العمل أحب إلى الله، قال: الحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل، قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل. رواه الترمذي في سننه والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان. لكن ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع الصغير.

هل يجوز قراءة 70 آية من آل عمران من أجل قضاء سبعين حاجة؟

هذا ورد في حديث ضعيف وقال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة موضوع، ولا يجوز العمل بالأحاديث الموضوعة، أما قراءة القرآن عمومًا فلها ثواب عظيم وفضل كبير وفيها الخير الكثير للقارئ في الدنيا والآخرة ما دام مخلص عمله لله تعالى متبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبذلك نكون قد ذكرنا معنى آية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا لكل من الإمام السعدي والتفسير الميسر وتفسير الجلايين، كما ذكرنا فضل قراءة سورة آل عمران.

المراجع

مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة