سورة الشمس مكية أم مدنية .. سورة الشمس من السور المكية، وتعد السورة 91 في ترتيب المصحف الشريف، ويبلغ عدد آياتها 15 آية، والغرض من هذه السورة الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي..
سورة الشمس مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الشمس مكية، فقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق)، وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (مكّيّة) كما قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (مكية)، وقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بمكّة).
- وذكر النووي في كتابه “جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات” أنَّ سورة الشمس ضمن الآيات والسور الخمس والثَّمانون التي نزلت في مكة.، وقدنزلت سورة الشمس بعد سورة القدر، ونزلت سورة القدر بعد سورة عبس، ونزلت سورة عبس فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة الشمس في ذلك التاريخ أيضا.
- وعن ترتيب نزول سورة الشمس، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد القدر]، كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد القدر)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة القدر ونزلت بعدها سورة البروج)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت السّادسة والعشرين في عدد نزول السّور، نزلت بعد سورة القدر، وقبل سورة البروج).
- سميت سورة الشمس لافتتاحها بالقسم الإلهي بالشمس المنيرة المضيئة لآفاق النهار، وَعَنْوَنَهَا الْبُخَارِيُّ سُورَةَ «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا» بِحِكَايَةِ لَفْظِ الْآيَةِ، وَكَذَلِكَ سُمِّيَتْ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ وَهُوَ أَوْلَى أَسْمَائِهَا لِئَلَّا تَلْتَبِسَ عَلَى الْقَارِئِ بِسُورَةِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ الْمُسَمَّاةِ سُورَةَ التَّكْوِيرِ.
فترة الوحي
- نزلت هذه السورة في الفترة المبكرة عندما نمت معارضة النبي صلى الله عليه وسلم أثناء إقامته بمكة.
موضوع السورة
- تضمنت هذه السورة الحديث عن موضوعين مهمين هما؛ أحوال النفس الإنسانية، ودور الإنسان في تهذيبها، وتعويدها الأخلاق الفاضلة ليفوز وينجو الانسان، أو إهمالها وتركها بحسب هواها فيخيب، ثانيا، ضرب المثل بثمود وعقابهم من الله سبحانه وتعالى أنه أهلَكهم ولم يتبقى منهم أحد، وقد أصبحوا في ديارهم جاثمين، والصيحة التي تسببت في موتهم موتةً واحدةً في ثوان معدودة، فلم يستطيعوا أن يتحركوا عن الهيئة التي كانوا عليها من شدة وسرعة الموت.
- ويتمحور موضوعه السورة حول التمييز بين الخير والشر وتحذير الناس الذين يرفضون فهم هذا التمييز ويصرون على اتباع طريق الشر، فكما أن الشمس والقمر والنهار والليل والأرض والسماء تختلف عن بعضها البعض ومتناقضة في آثارها ونتائجها، كذلك يختلف الخير والشر عن بعضهما البعض ومتناقضين في آثارهما.
- وتتحدث الآيات أن الله بعد أن أعطى الإنسان قوة الجسد والحس والعقل لم يتركه غافلًا في العالم، بل أعطاه عز وجل التمييز بين الخير والشر، والصواب والباطل، وأن مستقبل الإنسان يعتمد على كيفية استخدام قوى التمييز والإرادة والحكم التي وهبها الله له في تنمية الخير وكبح ميول النفس الشريرة.
- وقد تم الاشارة في الجزء الثاني من السورة إلى قصة ثمود، وتهديد أهل مكة من المشركين بأن العذاب الذي لحق بثمود سيصيبهم أيضا جراء إدعاءتهم وتكذيبهم لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم. فقد قال الله سبحانه وتعالى: ” كذبت ثمود بطغواها، إذ انبعث أشقاها، فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها، فكذبوه فعقروها، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها،ولا يخاف عقباها.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- جزاء إصلاح النفس وإهمالها [سورة الشمس (91) الآيات 1 إلى 10] .
- العظة بقصة ثمود [سورة الشمس (91) الآيات 11 إلى 15] .