سورة الفجر مكية أم مدنية.. سورة الفجر هي سورة مكية، وهي السورة التاسعة والثمانين في ترتيب المصحف الشريف في الجزء الثلاثين، وتتحدث أياتها عن تأكيد الثواب والعقوبات في الآخرة، وأحوال المشركين والمؤمنين يوم القيامة..
سورة الفجر مكية أم مدنية
- قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، وقالَ محَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ باتّفاقٍ..)، كما َقالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بمكّة)، كما قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (مكّية).
- وتبين آيات سورة الفجر أنها نزلت في المرحلة التي بدأ فيها اضطهاد المتحولين الجدد للإسلام في مكة.
- وعن ترتيب نزول سورة الفجر، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الليل]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الليل)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة والليل ونزلت بعدها سورة والضحى)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّت العاشرة في عداد نزول السّور، نزلت بعد سورة اللّيل وقبل سورة الضّحى).
- سميت سورة الفجر، لافتتاحها بقوله تعالى: وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وهو قسم عظيم بفجر الصبح المتبلج نوره كل يوم على أن الكفار سيعذبون حتما.
موضوع السورة
- وموضوع هذه السورة هو تأكيد الثواب والعقوبات في الآخرة من خلال القسم الألهي بالفجر والعشر الأوائل من ذي الحجة والشفع والوتر والليل، حيث تؤكد الآيات للكافرين أن هذه الأمور رمز للانتظام، ودليل على النظام الحكيم الذي أنشأه الله، ويضرب الله مثلا بعاد وثمود وفرعون، ممن جاؤوا ونشروا الفساد في الأرض، وكانت جزاءهم أن أنزل الله عليهم بلاء عظيم، وهذا دليل على حقيقة أن نظام الكون لا يدار من قبل قوى صماء وعمياء، ولكن الله عادل.. فيقول الله تعالى ” وَالْفَجْرِ ﴿۱﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿۲﴾ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿۳﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿٤﴾ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿۸﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿۹﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿۱۰﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿۱۱﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿۱۲﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿۱۳﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿۱٤﴾”.
- بعد ذلك تتوجه الآيات لإجراء تقييم للمجتمع البشري مع انتقاد الموقف المادي للناس؛ ممن يسعون فقط لتحقيق الثروة الدنيوية، والمرتبة والمكانة، ونسوا أن الغنى لا يعد ثوابًا ولا يعد الفقر عقابًا، بل إن الله يجاهد الإنسان في الحالتين ليرى ما هو الموقف الذي يتخذه عندما ينعم بالثراء، وكيف يتصرف في حالة الفقر.. فيقول الله تعالى” أَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿۱٥﴾ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿۱٦﴾”.
- تختتم السورة بالتأكيد على أن المساءلة ستتم في اليوم الذي سيتم فيه إنشاء المحكمة الإلهية، في ذلك الوقت سيكون المنكرون نادمين، لكن ندمهم لن ينقذهم من عذاب الله، أما الذين قبلوا الحق الذي تقدمه الكتب السماوية والأنبياء للعالم فسيرضي الله عنهم وسيرضون بما منحه الله من أجر وثواب، مع وصف يوم القيامة وأهواله وشدائده، وبيان انقسام الناس إلى فريقين في الآخرة: سعداء وأشقياء، وتمني الأشقياء العودة إلى الدنيا وظفر السعداء بالنعيم العظيم في جنان اللَّه.. فقال الله تعالى “وجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿۲۳﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿۲٤﴾ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ﴿۲٥﴾ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴿۲٦﴾”.
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- حتمية عذاب الكفار وجزاء بعضهم في الدنيا [سورة الفجر (89) الآيات 1 إلى 14] .
- توبيخ الإنسان على قلة اهتمامه بالآخرة وفرط تماديه في الدنيا [سورة الفجر (89) الآيات 15 إلى 20] .
- حال الإنسان الحريص على الدنيا والمترفع عنها يوم القيامة [سورة الفجر (89) الآيات 21 إلى 30] .