سورة الغاشية مكية أم مدنية.. سورة الغاشية هي سورة مكية، وتعد السورة الثامنة والثمانين في ترتيب المصحف الشريف، وتتحدث آياتها عن أهوال يوم القيامة، ووصف أهل الجنة وأهل النار، مع بيان مظاهر قدرة الله في خلقه..
سورة الغاشية مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الغاشية مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية لا خلاف في ذلك بين أهل التأويل)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم)، كما قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وهي مكّيّة بالإجماع)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكية بلا خلاف)، وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الغاشية بمكّة).
- وهي من أقدم السور التي نزلت بمكة المكرمة في الفترة التي بدأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم التبشير برسالته علانية، وكان أهل مكة يسمعونها ويتجاهلونها بلا مبالاة وتهور.
- وعن ترتيب نزول سورة الغاشية، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ ( [نزلت بعد الذاريات]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الذاريات)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الكهف، ونزلت بعدها سورة الشورى)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي معدودةٌ السّابعة والستّين في عداد نزول السّور، نزلت بعد سورة الذّاريات وقبل سورة الكهف).
- سميت سورة الغاشية، لافتتاحها بقوله تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ والغاشية: من أسماء يوم القيامة، وهي التي تغشى الناس بأهوالها، والاستفهام للتهويل وتفخيم شأنها، ومعنى الغاشية أي المغطية، من غش إذا غطى، والليل إذا يغشاها، يغشى الدنيا بظلامه، والمراد بها: القيامة؛ لأنها تغطي المخلوقات كلها بأحداثها وأهوالها؛ يوم أن يبعث الخلق أجمعون.
موضوع السورة
- هذه السورة هي إحدى السور المكية التي تحتوي بشكل أساسي على المواضيع الثلاثة التالية:
- الموضوع الأول هو “القيامة” والتباين بين أقدار الخير والشر في الآخرة، فقد بدأت السورة بذكر القيامة وختمت بذكر القيامة، وسميت باسم الغاشية، إذاً هذه السورة في هدفها تقصد إلى التذكير بيوم القيامة.
- أما الموضوع الثاني فهو “التوحيد” مع الإشارة إلى مظاهر قدرة الله في الخلق، بدليل خلق السماء والإبل والجبال والأرض وغيرها من عجائب الصنعة الإلهية.
- أما الموضوع الثالث فتطرق إلى حال المشركين والمنكرين ومصيرهم وكذلك سعادة المؤمنين وخلاصهم، ذلك فضلا عن موضوع النبوة وبعض الواجبات التي كان على النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) القيام بها.
- وقد بدأت السورة بتنبه الأذهان في المخاطبين، تستحضر عقولهم، ليتلقوا النبأ عظيم، (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)، وهو نبأ يوم القيامة، الذي يعرض الناس عنه بدنياهم، ولهوهم، ومشاغلهم، وأولادهم..
- وقد أشارت السورة في سياقها إلى حال فريقي من الناس يوم القيامة؛ المؤمنين والكافرين مع بيان جزاء من يطيع، وجزاء من يعصي الله، فبينت أن المؤمنين في جنة عالية، فيها الخير والراحة والنعيم، وأما من أعرض وتولى فإنه في نار جهنم، وجهُه ذليل، ونظراته منكسرة يوم القيامة، من لم يخشع لله برغبته وبحبه لله في الدنيا؛ الله يخشعه يوم القيامة، ويظهر الذلة على وجهه.
- ثم تطرقت السورة إلى مظاهر خلق الله في الأرض؛ فقد خلق الله تعالى الأبل، وبيان كمال قدرة اللَّه تعالى وحسن تدبيره أن جعلت هذه الأبل أداة لحمل الأثقال إلى البلاد النائية، مع احتمال العطش، كما خلق الله الجبال والسماء والأرض.
- وتتوجه الآيات للرسول صلى الله عليه وسلم أن عليه البلاغ فقط، وأن من يهتدي يدخل جنة الخلد، ومن يعرض ويكفر فالنار وعذاب الله عز وجل بانتظاره.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- هول القيامة وأحوال أهل النار [سورة الغاشية (88) الآيات 1 إلى 7] .
- أحوال المؤمنين المخلصين أهل الجنة [سورة الغاشية (88) الآيات 8 إلى 16] .
- إثبات قدرة الله تعالى على البعث وغيره والتذكير بأدلة ذلك [سورة الغاشية (88) الآيات 17 إلى 26] .