سورة الطارق مكية أم مدنية.. سورة الطارق من السور المكية، وهي السورة السادسة والثمانون في ترتيب سور المصحف الشريف، عدد آياتها 17 آية، وتقع في الجزء الثلاثين والحزب التاسع والخمسين، وتتحدث عن يوم القيامة والبعث وقدرة الله على إحباط خطط الكافرين وأعداء الاسلام..
سورة الطارق مكية أم مدنية
- أجمع الفقهاء على أن سورة الطارق مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية لا خلاف بين المفسرين في ذلك)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ.وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت {والسّماء والطّارق} [الطارق: 1] بمكّة)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، أيضا قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق نزلت قبل سنة عشرٍ من البعثة.
- نزلت سورة الطارق (سورة 86 من القرآن) في مكة، ويشير موضوع هذه السورة إلى أنها نزلت عندما كان أهل مكة يستخدمون جميع أنواع الحيل والخطط للتغلب على رسالة القرآن وإحباطها.
- وعن ترتيب نزول سورة الطارق، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد البلد]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد البلد)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة البلد ونزلت بعدها سورة (اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعددها في ترتيب نزول السّور السّادسة والثّلاثين، نزلت بعد سورة {لا أقسم بهذا البلد} [البلد: 1] وقبل سورة: {اقتربت السّاعة} [القمر: 1]).
سبب التسمية والنزول لسورة الطارق
- سميت سورة الطارق تسمية لها بما أقسم اللَّه به في مطلعها بقوله:وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ وَالطَّارِقِ: هو النجم الثاقب الذي يطلع ليلا، سمي طارقا لأنه يظهر بالليل ويختفي بالنهار، وكذلك الطارق: هو الذي يجيء ليلا.
- وفي َقوْلُهُ تَعَالَى (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) قسمان: السَّماءِ قسم، والطَّارِقِ قَسَمٌ. وَالطَّارِقُ: النَّجْمُ. وَقَدْ بَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ، فَقِيلَ: هُوَ زُحَلُ: الْكَوْكَبُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ «1» فِي تَفْسِيرِهِ، وَذَكَرَ لَهُ أَخْبَارًا، اللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: إِنَّهُ الثُّرَيَّا. وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ زُحَلُ، وَقَالَهُ الْفَرَّاءُ. ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الْجَدْيُ. وَعَنْهُ أَيْضًا وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وَالْفَرَّاءِ: النَّجْمُ الثَّاقِبُ: نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، لَا يَسْكُنُهَا غَيْرُهُ مِنَ النُّجُومِ، فَإِذَا أَخَذَتِ النُّجُومُ أَمْكِنَتَهَا مِنَ السَّمَاءِ، هَبَطَ فَكَانَ مَعَهَا. ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهِ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَهُوَ زُحَلُ، فَهُوَ طَارِقٌ حِينَ يَنْزِلُ، وَطَارِقٌ حِينَ يَصْعَدُ.
- وقد نَزَلَتْ السورة فِي أَبِي طَالِبٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَتَى النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتحفه بخبر وَلَبَنٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ يَأْكُلُ إِذِ انْحَطَّ نجم فامتلأ ما ثُمَّ نَارًا، فَفَزِعَ أَبُو طَالِبٍ وَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ فَقَالَ: “هَذَا نَجْمٌ رُمِيَ بِهِ وَهُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ”، فَعَجِبَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
موضوع السورة
- بدأت السورة بالاستشهاد بنجوم السماء كدليل على أنه لا يوجد شيء في الكون يمكن أن يستمر في الوجود ويبقى دون وصي عليه. ثم طُلب من الإنسان أن يفكر في نفسه فيما يتعلق بكيفية نشأته.
- وتحدثت السورة إن الله الذي أوجد الانسان لديه بالتأكيد القدرة على بعثه مرة أخرى يوم القيامة، وفي ذلك الوقت، لن يكون الإنسان قادرًا على الهروب من عواقب أفعاله بقوته الخاصة، ولن يأتي أي شخص آخر لإنقاذه.
- وفي الختام أشير إلى أنه كما أن سقوط المطر من السماء وتكاثر النباتات والمحاصيل من الأرض أمور ليست عشوائية وأنما هي بيد الله، كذلك فإن الحقائق الواردة في القرآن ليست دعابة بل هي حقيقة ثابتة وغير قابلة للتغيير، مع الإشارة إلى إن الكفار يظنون أن خططهم ستبطل دعوة القرآن، لكنهم لا يعلمون أن الله أيضا قادر على دحض إدعاءاتهم وإبطال مكائدهم وتخطيطهم.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- القسم على أن لكل نفس حافظا من الملائكة يراقبها وإثبات إمكان البعث [سورة الطارق (86) الآيات 1 إلى 10] .
- القسم على صدق القرآن والرسالة وتهديد الكائدين لهما [سورة الطارق (86) الآيات 11 إلى 17].