سورة البروج مكية أم مدنية
سورة البروج مكية أم مدنية
سورة البروج مكية أم مدنية.. سورة البروج هي إحدى السورة المكية، وتستهدف آياتها التقوية الروحية للمؤمنين وتشجيعهم على المثابرة على اضطهاد الأعداء، وتعد السورة الخامسة والثمانين من القرآن الكريم.
سورة البروج مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية بإجماع من المتأولين لا خلاف في ذلك، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وهي مكية كلها بإجماعهم، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ مكية اتفاقًا، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ وهي مكّيّةٌ باتّفاقٍ.
- وعن ترتيب نزول سورة البروج، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الشمس]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الشمس)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الشمس ونزلت بعدها سورة التين)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ومعدودةٌ السّابعة والعشرين في تعداد نزول السّور، نزلت بعد سورة {والشّمس وضحاها}، وقبل سورة {التّين}.
- سميت سورة البروج، لافتتاحها بقسم الله بالسماء ذات البروج: وهي منازل الكواكب السيارة في أثناء سيرها، تنويها بها لاشتمالها على الظهور والغياب.
- وسبب نزول هذه السورة التي تدور على قصة أصحاب الأخدود: ما رواه مسلم في صحيحة وأحمد والنسائي، وموجزها: أن أحد ملوك الكفار وهو ذو نواس اليهودي واسمه زرعة بن تبّان أسعد الحميري، بلغه أن بعض رعيته آمن بدين النصرانية، فسار إليهم بجنود من حمير، فلما أخذوهم خيّروهم بين اليهودية والإحراق بالنار، فاختاروا القتل، فشقوا لهم الأخدود، وأضرموا فيه النار، ثم قالوا للمؤمنين: من رجع منكم عن دينه تركناه، ومن لم يرجع ألقيناه في النار، فصبروا، فألقوهم في النار، فاحترقوا، والملك وأصحابه ينظرون.قيل: قتل منهم عشرين ألفا، وقيل: اثني عشر ألفا، وقال الكلبي: كان أصحاب الأخدود سبعين ألفا.والخلاصة: أن ذا نواس آخر ملوك حمير، وكان مشركا، قتل أصحاب الأخدود الذين كانوا نصارى، وكانوا قريبا من عشرين ألفا.
فترة الوحي
- نزلت هذه السورة في مكة في الفترة التي كان فيها اضطهاد المسلمين في ذروته، وكان كفار مكة يبذلون قصارى جهدهم بالطغيان والإكراه لإبعاد المتحولين الجدد عن الإسلام.
الموضوع الرئيسي لسورة البروج
- من يعذب المؤمنين يعاقب بالحريق يوم القيامة.
- الذي خلقك لأول مرة سوف يعيدك للحياة مرة أخرى من أجل المساءلة.
- وتحذر هذه السورة الكافرين من مفاسد الاضطهاد والاستبداد، وتسعى لتثبيت المؤمنين مع التذكير بمصائر البغاة كفرعون وثمود، وفي هذا الصدد، تحكي السورة قصة أهل الخندق (أصحاب الأخدود) الذين أحرقوا المؤمنين حتى الموت بإلقائهم في حفر مملوءة بالنار، وكما كان المؤمنون في ذلك الوقت قد قبلوا طواعية التضحية بأرواحهم من خلال حرقهم حتى الموت في حُفر النار بدلاً من الابتعاد عن إيمانهم، كذلك يجب على المؤمنين الآن أن يتحملوا كل اضطهاد ولا يتخلون عن الإيمان أبدًا.
- الكفار لن يعاقبوا في النار فقط على كفرهم، بل بالإضافة إلى ذلك سيعاقبون بالنار جزاءً مناسباً لاستبدادهم ووحشيتهم.
- ثم حذر الكفار من شدة قبضة الله، وعليهم أن يعلموا أن جيوش فرعون وثمود كانوا أقوى وأكثر عددًا. لذلك، يجب أن يتعلموا درسًا من المصير الذي قابله هؤلاء الأشخاص في الماضي، فلا أحد يستطيع الهروب من الله.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- القسم على لعنة أصحاب الأخدود [سورة البروج (85) الآيات 1 إلى 9] .
- عقاب الكفار وثواب المؤمنين [سورة البروج (85) الآيات 10 إلى 11] .
- كمال القدرة الإلهية لتأكيد الوعد والوعيد والاعتبار بإهلاك الأمم الكافرة السالفة [سورة البروج (85) الآيات 12 إلى 22].