سورة النازعات مكية أم مدنية
سورة النازعات مكية أم مدنية
سورة النازعات مكية أم مدنية ..سورة النازعات هي السورة التاسعة والسبعون في القرآن الكريم وتسبقها سورة النبأ، وهي مكوَّنة من 46 آية وضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وقد نزلت في مدينة مكة المكرمة، واسم سورة النازعات في القرآن مشتق من آيتها الأولى التي تعني الملائكة المسؤولون عن نزع روح الإنسان من جسده وذلك حسب أعماله.
سورة النازعات مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة النازعات مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية بإجماع المفسرين، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ مكية كلها بإجماعهم، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ وهي مكّيّة لا اختلاف فيها، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ، وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال نزلت سورة النّازعات بمكّة.
- وعن ترتيب نزول سورة النازعات، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد النبأ]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ (نزلت بعد النبأ)، كما قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ نزلت بعد سورة النبأ وقبل سورة {إذا السّماء انفطرت} [الانفطار: 1] ).
- قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة النبأ ونزلت بعدها سورة الانفطار)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي معدودةٌ الحادية والثّمانين في ترتيب النّزول، نزلت بعد سورة النّبأ وقبل سورة الانفطار).
- سميت سورة النازعات لافتتاحها بالقسم الإلهي بالنازعات وهم الملائكة الذين ينزعون أرواح بني آدم، إما بيسر وسهولة وهم المؤمنون، وإما بعسر وشدة وهم الكفار.
موضوع السورة
- موضوع هذه السورة مثل سورة النبأ، يتعلق بالقيامة ويمكن تقسيمها بشكل عام إلى ستة أجزاء:
- قسم يؤكد على يقين اليوم العظيم ويؤكد على حدوثه ببيانات توكيدية تتعلق بالقيامة.
- قسم يشير إلى جانب من الأحداث المخيفة والمروعة في ذلك اليوم.
- قسم يذكر بدقة قصة موسى ونهاية فرعون المتكبر تعزية للنبي (صلى الله عليه وسلم) وللمؤمنين، وتحذيرًا للكافرين، كما يحتوي على إشارة إلى حقيقة أن إن إنكار القيامة هو مصدر لكثير من الذنوب، مع تحذير أهل مكة من أنهم إذا لم يتعلموا العبرة من هذه القصة وغيّروا أساليبهم وموقفهم وفقًا لذلك، فإنهم سيلقون نفس المصير.
- قسم يذكر نعم الله التي لا تعد ولا تحصى الموجودة في السماوات وعلى الأرض، كونهم أدلة على إمكانية القيامة والحياة الجديدة بعد الموت.
- قسم يصف جزءًا آخر من الأحداث المروعة، في ذلك اليوم العظيم، والنهاية المؤلمة للكافرين مقابل أجر الصالحين.
- في نهاية السورة يتم التأكيد على حقيقة أنه لا أحد يعرف تاريخ ذلك اليوم، ومع ذلك فمن المؤكد أنه قريب.
- تستكشف سورة النازعات بعض القضايا الأساسية المتعلقة بالحقيقة التي لا مفر منها والتي يحتاج كل إنسان إلى مراعاتها؛ بما في ذلك الحديث عن ملائكة نزع الروح والذين يسرعون لتنفيذ أوامر الله، والذين يديرون شؤون الكون حسب الإرادة الإلهية للتأكد من أن القيامة ستتحقق بالتأكيد، وخروج الروح، والصراع بين الصواب والخطأ، وآيات الله التي لا حصر لها داخل الكون.
- كما تم توضيح أن كل شيء يشهد على حقيقة أن الله خلقه بحكمة عظيمة لتحقيق غرض خاص. في إشارة إلى ذلك، تُرِك السؤال لعقل الإنسان للتأمل ولإبداء الرأي حول ما إذا كانت محاسبة الإنسان على خطاياه بعد تفويض السلطة والمسؤولية إليه تتماشى مع متطلبات النظام الحكيم، أم يموت الإنسان بعد أن ارتكب كل أنواع الآثام في العالم، ولا يُحاسب على المسؤولية والسلطة الموكلة إليه؟
ما اشتملت عليه السورة:
- القسم على وقوع البعث وأحوال المشركين فيه والرد على إنكارهم إياه [سورة النازعات (79) الآيات 1 إلى 14] .
- التهديد بقصة موسى عليه السلام مع فرعون [سورة النازعات (79) الآيات 15 إلى 26] .
- إثبات البعث بخلق السموات والأرض والجبال [سورة النازعات (79) الآيات 27 إلى 33] .
- جزاء فريقي الناس في الآخرة وتفويض علم الساعة لله تعالى وقصر مدة الدنيا [سورة النازعات (79) الآيات 34 إلى 46] .
المراجع