معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه

يكثر الاهتمام بالتعرف على معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه الواردة في سورة الرعد حيث تتناول هذه السورة الكريمة مواضيع منها ضعف الباطل وقوة الحق، وتشير إلى وحدانية الله كما تؤكد البعث والرسالات والنشور والجزاء، والمحور الرئيسي لها هو أنَّ الحق بيِّنٌ وواضحٌ وراسخٌ بخلاف الباطل الذي مصيره لا محالة إلى زوال.

معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه

معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه

إنَّ معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه أي ألم يروا ويدركوا ويلاحظوا أنَّ الله يفتح الأرض لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- فتنقص أرض الكفر والشرك وتتسع دائرة الإسلام، وفي ذلك تحذير لكفر قريش بأنَّ محمدًا سينال منهم كما نال من غيرهم بقدرة الله ونصره، والله تعالى هو الذي يحكم بين البشر وفيهم كما يشاء ولا أحد يمكنه أن يأتي على ما حكم الله ويغيره، فالله لا ناقض ولا منتقص لحكمه ولا أحد يستطيع أن يردَّ حكمه، وهو أسرع الحاسبين أي سريع الجزاء.

وورد في تفسير البغوي أنَّ أهل مكة الذين يطالبون النبيَّ بتقديم الآيات غافلين عن الفتوحات التي يسرها الله له وأنقص الأرض من حولهم من خلال فتح ديار الشرك والكفر، وكلما زادت دار الإسلام نقصت دار الشرك، أو قالوا بأن نقصان الأرض خرابها وكيف أنَّ الله خرَّبها وأهلك أهلها الطغاة الكفار.

وذهب إلى هذا القول عدد من المفسرين منهم مجاهد، والله تعالى هو وحده من يحكم بين الناس ويحكم فيهم كما يشاء لا أحد يردُّ حكمه وقضاءه ولا أحد ينقضه وحسابه وجزاؤه سريع.

وفي الإشارة إلى معنى الآية أنَّ الله تعالى هو من يحكم وينفذ حكمه لا محالة، وهو الذي يقضي ويمضي قضاؤه، ولو اجتمع البشر جميعًا بما فيهم المشركون والكفار من أهل مكة ومن حولها لن يستطيعوا أن يردوا حكم الله تعالى إذا جاء، ولذلك لا معقب لحكمه أي لا رادَّ لقضائه وحكمه، والله تعالى سريع الحساب إذ يحصي ما عمل المشركون ولا تخفى عليه خافية مهما صغرت، وهو الذي سيحاسبهم ويجازيهم على أفعالهم في الحياة الدنيا.

وفي تفسير القرطبي أنَّ الله يحكم في العباد ولا يمكن لأحد أن يتبعَ حكمه بتغيير أو نقص، فحكمه ماضٍ وثابتٌ كما يشاء، وهو تعالى سريع الحساب في انتقامه من الكفار والمشركين وفي إثابة المؤمنين.

وبمعنى آخر أنَّه لا يحتاج في الحساب إلى تفكير ووقت وروية قلب وعقد بنان وغير ذلك، وقد وردَ هذا القول في أكثر من موضع من كتاب الله كما في سورة البقرة في قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}،والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: معنى آية أن يقول له كن فيكون

معاني المفردات في آية والله يحكم لا معقب لحكمه

والله يحكم لا معقب لحكمه

بعد المرور على معنى آية والله يحكم لا معقب لحكمه بشكل عام، يجب الإشارة إلى معاني المفردات، لتوضيح المعنى المقصود من الآية:

  • الله: اسم علم يدلُّ على الذات الإلهية العلية واجبة الوجود، وهي الذات التي تجمع كل صفات الألوهية، ولا يجوز أن يتَّخذ هذا الاسم أحد من البشر، بخلاف بقية الأسماء التي قد يتسمى بها غيره تعالى، وهذا الاسم أول أسمائه سبحانه وأعظم اسم لربِّ العالمين، تنطق اللام مرققة إذا سبقه حرف ياء أو كسرة وتنطق مفخمة إذا لم يأت قبلها كسرة أو ياء، وأصل الكلمة من إله، دخلت عليها أل التعريف وحذفت الهمزة وأدغمت اللامان معًا.
  • يحكم: من الفعل حكم ويحكم حكمًا، الفاعل حاكم والمفعول محكوم، حكم الله: شرعه، يحكمُ الله: يشرِّع ويقضي، حكمت المحكمة عليه: أدانته وأصدرت حكمًا عليه بالسجن، حكم براءةً: صدر بحقه قرار تبرئة، يحكم البلاد: يتولى إدارتها وتسيير أمورها وشؤونها.
  • معقب: عقَّب ويعقِّب تعقيبًا، الفاعل متعقِّب والمفعول متعقَّب عليه، عقَّب الشخصُ: تتبعَ الحقَّ ليستعيده، عقَّب فلانٌ في صلاته: جلسَ بعد أن صلَّى لصلاة إخرى أو لغيرها، عقَّب الرجل في الأمر: كان مترددًا في طلبه، عقب على الرجل: ندَّد به وأظهر عيوبه وأخطاءه.

اقرأ أيضا: معنى آية صبغة الله

فوائد من آية والله يحكم لا معقب لحكمه

  • النصر بيد الله تعالى وحده، فهو الذي مهَّد السبل لفتوحات المسلمين وأنقص ديار الشرك وجعل راية الإسلام تعلو في جميع بقاع الأرض.
  • يحذِّر الله عباده المستهزئين والمنافقين ويدعوهم للتأمل والتفكر في الأرض وكيف أنَّه أهلك أقوامًا كثيرين غيرهم بعد أن طغوا وتجبروا وتكبروا على الله وقد كانوا أقوى منهم، فهو قادرٌ على أن يهلكهم وهم أضعف ممن جاء قبلهم، وفي سورة الروم يشير الله إلى ذلك بقوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
  • الله وحده من يحكم بالبشر ولا رادَّ لحكمه ولا مغيِّر لقضائه.
  • لا يجوز الاعتراض على قضاء الله وحكمه لأنَّه الخبير والعليم بعباده وأحوالهم وله الحق في أن يحكم فيهم كما يشاء.
  • الله أسرع الحاسبين ولكنه يمهل ولا يهمل تبارك وتعالى.

اقرأ أيضا: معنى آية رب هب لي حكمًا وألحقني بالصالحين

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة