سورة النبأ مكية أم مدنية.. سورة النبأ آياتها 40، وترتيبها في المصحف 78، وهي أول سورة في الجزء الثلاثين، وتتحدث عن يوم القيامة وجزاء الكافرين ومصيرهم في ذلك اليوم الموعود..
سورة النبأ مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة النبأ مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بإجماع)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ وهي مكّيّةٌ عند الجميع.
- وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت {عمّ يتساءلون} [النبأ: 1] بمكّة)، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله)، قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وهي مكية اتفاقًا).
- وعن ترتيب نزول سورة النبأ، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ([نزلت بعد المعارج])، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد المعارج)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة المعارج ونزلت بعدها سورة والنازعات).
- تسمى سورة عم وسورة النبأ لافتتاحها بقول الله تبارك وتعالى:عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وهو خبر القيامة والبعث الذي يهتم بشأنه، ويسأل الناس عن وقت حدوثه.
موضوع السورة
- تتكون سورة النبأ من أربعين آية، مقسمة إلى أربعة أقسام ، كل منها يتناول مواضيع مترابطة.
- الآيات الخمس الأولى هي الافتتاحية التي يخبر فيها الله الكفار أن يوم القيامة الذي يسخرون منه سيصيبهم قريبًا وسيعرفون بعد ذلك أن تحذير نبي الله صلى الله عليه وسلم كان صحيحًا، فذلك اليوم هو الحق الموعود به، فلا مجال للتساؤل والاختلاف في شأنه.
- من الآية 6-15، يصف الله خيراته التي خُلقت لدعم حياة الناس ومعيشتهم، مثل الأرض والنباتات والجبال والماء والمطر، وأن الله عز وجل لديه القدرة على إحياء البشرية ومحاسبتها، ثم تشرع السورة في الحديث عن بعض أوصاف يوم القيامة، وأوصاف من في النار والجنة.
- ترسم الآيات 17-30 سيناريو يوم النهاية الذي شك فيه كفار مكة، وكيف سيكون مصيرهم في النار إذا استمروا في الاستهزاء بالرسالة الإلهية والدعوة التي يحملها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
- القسم الأخير (الآيات 21-40) هو تلخيص وتنبؤ بما سيفعله الكافرين يوم القيامة بعد تعرضهم للعذاب جراء إنكارهم لرسالة الله، ففي ذلك اليوم يجد الإنسان جزاء عمله، ولقاء ما صنعه في الدنيا من الأعمال، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، وفي ذلك اليوم يشعر الكافر بالندم والحسرة، فيقول: يا ليتني كنت ترابا أو حجرا، لا يجري عليه تكليف حتّى لا يعاقب هذا العقاب.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- الإخبار عن البعث وأدلة إثباته، إذ يلفت السياق الأنظار إلى عدد من المشاهد والحقائق، المتمثّلة في خلق الأرض، وإرساء الجبال، وخلق الذكر والأنثى، وخلق الليل سكنا، والنوم راحة وأمنا، والنهار سعيا ومعاشا، وخلق السماء والشمس، وإنزال المطر وإنبات النبات والبساتين، [سورة النبإ (78) الآيات 1 إلى 16].
- أوصاف يوم القيامة وأماراته ونوع عذابه،حيث تصف الآيات أهوال يوم القيامة وعذاب جهنم، وجحود أهلها وتكذيبهم بآيات الله، [سورة النبإ (78) الآيات 17 إلى 30].
- أحوال السعداء ووصف نعيم المتّقين في الجنّة وصنوف التكريم [سورة النبإ (78) الآيات 31 إلى 36].
- عظمة الله ورحمته وتأكيد وقوع يوم القيامة وتهديد الكافرين المعاندين وذلك يوم تقوم الملائكة صفّا، ويشتدّ الهول، ويلقى كل إنسان جزاء عمله [سورة النبإ (78) الآيات 37 إلى 40].