سورة المرسلات مكية أم مدنية
سورة المرسلات مكية أم مدنية
سورة المرسلات مكية أم مدنية.. سورة المرسلات آياتها 50، وترتيبها في المصحف 77، وهي آخر سورة في الجزء التاسع والعشرين، وتتحدث السورة عن القيامة والانقلابات الكونية الهائلة في السماء والأرض، ومصير الكاذبين وما يلقونه يوم الفصل من عذاب وتأنيب، فضلا عن مصير المتقين وما أعد لهم من نعيم..
سورة المرسلات مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية في قول جمهور المفسرين، وحكى النقاش أنه قيل إن فيها من المدني قوله: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} [المرسلات: 48])، على قول من قال: إنها حكاية عن حال المنافقين في القيامة، وإنها بمعنى قوله تعالى: {يدعون إلى السّجود فلا يستطيعون} [القلم: 42] ، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ “مكية كلها في قول الجمهور”.
- وحكي عن ابن عباس وقتادة ومقاتل (أن فيها آية مدنية وهي قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} [المرسلات: 48]))، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ وهي مكّيّة بغير خلاف. قاله أبو العبّاس، وقال مقاتل: (فيها من المدني {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} [المرسلات: 48]).
- وتعد سورة “المرسلات” مكية عند جمهور المفسرين، وقد حدد ابن مسعود رضي الله عنه مكان نزولها من مكة؛ كما في البخاري وغيره، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ونحن نسير معه حتى أوينا إلى غار بمنى، فنزلت عليه “والمرسلات عرفا” فبينما نحن نتلقاها منه، وإن فاه لرطب بها إذ وثبت حية فوثبنا عليها لنقتلها فذهبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقيتم شرها كما وقيت شركم.
- وعن ترتيب نزول سورة المرسلات، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الهمزة]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الهمزة)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ): (وقال السخاوي: نزلت بعد الهمزة. وقبل ق). وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الهمزة ونزلت بعدها سورة ق).
- سميت سورة المرسلات تسمية لها باسم مطلعها الذي أقسم الله به وهو وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً أي أقسم برياح العذاب التي تهب متتابعة كعرف الفرس، أو شعر الفرس.
موضوع السورة
- تُعَالِجُ السًّورةُ أمورَ العقيدةِ وتَبحثُ في شؤونِ الآخرةِ، ودلائلَ القُدرةِ، والوحدانيَّةِ، وسَائرَ الأمورِ الغَيبيةِ .
- ويركز موضوع هذه السورة على تأكيد القيامة والآخرة وتحذير الناس من عواقب البعد عن الله، وفي الآيات السبع الأولى، تم تقديم صورة للانقلابات الكونية الهائلة في السماء والأرض كدليل على حقيقة قيام الساعة، مع الاشارة إلى إن قوة الله تعالى الذي أنشأ هذا النظام الرائع على الأرض، والحكمة الصريحة التي يقوم عليها هذا النظام الكوني، والتي تحمل الدليل الكامل على أن الآخرة قائمة لا محالة.
- كما تقدم السورة البراهين على قيام الساعة، حيث يشهد تاريخ الإنسان وميلاده وبنية الأرض التي يعيش عليها أن مجيء القيامة أمر حتمي.
- وتتحدث الآيات عن الأمم التي أنكرت الآخرة والتي لاقت مصيرها في النهاية، وأن هناك حياة ثانية بعد الموت.
- في النهاية، تُحذر الآيات منكري الآخرة ومن يبتعدون عن عبادة الله بأن متاع الدنيا قليل، وأن النهاية قادمة والحساب واقع، وبالتأكيد من لم يستطع الحصول على هدى من القرآن، لا يمكن أن يكون له مصدر هداية آخر
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- وقوع يوم القيامة حتما ووقته وعلاماته [سورة المرسلات (77) الآيات 1 إلى 15] .
- تخويف الكفار وتحذيرهم من الكفر [سورة المرسلات (77) الآيات 16 إلى 28] .
- أوجه تخويف الكفار وكيفية عذابهم في الآخرة [سورة المرسلات (77) الآيات 29 إلى 40] .