سورة الانسان مكية أم مدنية..سورة الانسان آياتها 31، وترتيبها في المصحف 76، وتقع في الجزء التاسع والعشرين، ولها أسماء عديدة، أشهرها (الإنسان) (الدهر) و(هل أتى) وهذه الكلمات وردت في أوائل السورة.
سورة الانسان مكية أم مدنية
- اختلف العلماء في تحديد كون سورة الانسان مكية أم مدنية، فقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (نزلت بالمدينة وقيل بمكّة وهي إلى النّزول بالمدينة أشبه والله أعلم، وهي إحدى السّور السّبع عشرة المختلف في تنزيلهن)، كما قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مكية وقال جابر بن زيد هي مدنية ). وقالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (قال عطاءٌ: هي مكّيّةٌ، وقال مجاهدٌ وقتادة: مدنيّةٌ، وقال الحسن وعكرمة: هي مدنيّةٌ إلّا آيةً وهي قوله: {فاصبر لحكم ربّك ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}الآية [الإنسان: 24].
- وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وفيها ثلاثة أقوال: أحدها: (أنها مدنية) كلها قاله الجمهور منهم مجاهد وقتادة.والثاني: (مكية) قاله ابن يسار ومقاتل وحكي عن ابن عباس. والثالث: أن فيها مكيا ومدنيا، ثم في ذلك قولان: أحدهما: (أن المكي منها آية وهو قوله تعالى: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} [الإنسان: 25]، وباقيها جميعه مدني). قاله الحسن وعكرمة، والثاني: أن أولها مدني إلى قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن} [الإنسان: 23] ومن هذه الآية إلى آخرها مكي).
- وعن ترتيب نزول سورة الإنسان، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الرحمن]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ (نزلت بعد الرحمن)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الرحمن وقبل الطّلاق)، كما قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الرحمن ونزلت بعدها سورة الطلاق)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّها جابر بن زيدٍ الثّامنة والتسعين في ترتيب نزول السّور، وقال: (نزلت بعد سورة الرحمن وقبل سورة الطّلاق). وهذا جريٌ على ما رآه أنّها مدنيّةٌ).
- سميت سورة الإنسان لافتتاحها بالتنويه بخلق الإنسان وإيجاده، بعد أن لم يكن شيئا موجودا، ثم صار خليفة في الأرض، وخلق له جميع ما في الأرض من خيرات ومعادن وكنوز.
موضوع السورة
- تبدأ سورة الإنسان بذكر تلك المراحل الأولى من حياة الإنسان والتأكيد القوي على أن القيامة أمر واقع وحساب الانسان أمر حتمي، وتؤكد هذه السورة على جزاء المؤمنين الشاكرين والساعيين لإرضاء خالقهم.
- لقد خلق الله الانسان قادرًا على الإدراك والفهم وقادرا على التفرقة بين الصواب والخطأ، وعلى الاختيار ما بين أن يكون كافرًا أو شاكرًا، لقد خلقه الله وأعطاه الحياة والمسؤولية ليضعه في محاكمة اختبار، وبالتأكيد، لا يقيس الله قيمة مخلوقاته بما قدموه أو اكتسبوه في هذه الحياة، فلا يحكم الله على الانسان، غنيًا كان أم فقيرا، ذكراً كان أم أنثى، ولكن يحكم عليهم بالتقوى.
- وتدور السورة حول التذكير بأصل الإنسان، ومهمته في الحياة، ومصيره بعدها، والكشف عن أن الخالق جل وعلا شاءَ أن يخلق الإنسان في أحسن تقويم، ويهبه القدرة على التمييز، واختيار ما يفعل وما يترك.
ما اشتملت عليه السورة من آيات
- خلق الله الإنسان وهدايته السبيل [سورة الإنسان (76) الآيات 1 إلى 3] .
- جزاء الكفار والأبرار يوم القيامة [سورة الإنسان (76) الآيات 4 إلى 12] .
- مساكن أهل الجنة وأشربتهم وخدمهم وألبستهم [سورة الإنسان (76) الآيات 13 إلى 22] .
- أحوال الطائعين والمتمردين المشركين في الدنيا [سورة الإنسان (76) الآيات 23 إلى 31] .
فضل سورة الانسان
- قد روى البخاري ومسلم بسنديهما: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صلاةِ الْفَجرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: ألم (1) تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ، وقد قيل في سبب قراءة مثل هذه السُّوَر في ليلة الجمعة، ومثلها قراءة سبِّح والغاشية، أو الجمعة والمنافقون في صلاة الجمعة مَا فِيهِمَا من الإِشَارَة إِلَى ذِكْر خَلْق آدَم وَأَحوَال يَوْم الْقِيَامَة.
