معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

إن الجزء الأكبر من سعادة المؤمن لا يتحقق إلا من خلال حصوله على زوجة صالحة تطيعه وتسّره إذا نظر إليها وتحفظه في غيابه، وبامتلاكه أولادًا صالحين يطيعونه، ومن هنا يتساءل الكثير من المسلمين عن معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وما اشتملت عليه من فوائد وهدايات.

معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

إن معنى آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين أي يا رب هب لنا وأعطنا أزواجًا وأولادًا يعملون في طاعتك دومًا فتقرّ أعيننا بهم في الدنيا وفي الآخرة، وذهب آخرون إلى أن قرة العين في الدنيا فقط وهي أن يرى المؤمن زوجته وأولاده يطيعون الله تعالى ولا يعصونه.

تقع هذه الآية الكريمة في سورة الفرقان، وهي الآية 74 منها، ذكرها الله تعالى في جملة الآيات التي تناولت بعض صفات المسلمين الذين أعلنوا التوبة إلى الله وأطاعوه، حيثُ قال تعالى: {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا* وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا* وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا* أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}.

فبعد أن ذكر الله بعض صفات المؤمنين الذين تابوا إلى ربّهم وأحسنوا التوبة، يشير تعالى إلى صفة أخرى غاية في الأهمية في حياة المؤمن وتنطوي تحت مفهوم التضرّع والدعاء الذي هو جوهر العبادة في الإسلام، وفي هذه الآية يبيّن الله تعالى أن من صفات المؤمنين أنهم يلجؤون إلى ربِّهم بالدعاء والتضرّع راغبين إليه في سؤالهم حتى يعطيهم أزواجًا وذريةً صالحين تقرّ عيونهم بهم، فينظرون إليهم دائمًا وهم في طاعة الله.

وفي بعض التفاسير ورد في معنى الآية أن المؤمنين يدعون الله ويسألونه أن يهبهم من زوجاتهم وأولادهم قرة أعين أي أن يرَوهم في طاعة الله ويعبدونه ويحسنون عبادته، ولا يكونون سببًا لجلب المصائب، وفي قول آخر أنهم يسألون الله الهداية والإسلام لأزواجهم وأبنائهم.

اقرأ أيضا: معنى آية زين للناس حب الشهوات

المباحث اللغوية في آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

تُساعد المباحث اللُغوية مثل شرح معاني المفردات وإعراب الكلمات في تقريب المسلم من المعنى العام للآية أكثر، ويزيد من الإحاطة بجوانبها المختلفة، وشرح معاني مفردات الآية الكريمة على النحو التالي:

  • ربنا: الربُّ بأل التعريف لا تطلق إلّا على الله تعالى، وعلم ربوبيٌّ نسبةً إلى الرب، وربُّ العمل: صاحبه ومالكه، وربُّ كل شيء: مالكه وصاحبه ومستحقه، والجمع ربوب وأرباب، وربنا: مالكنا وصاحبنا وسيدنا.
  • هب: تأتي كلمة هَبْ كفعل أمر جامد، ليس له ماضي، بمعنى الظنِّ وهو من أفعال القلوب التي تنصب مفعولين، مثل: هب طفلًا ذكيًّا، وهو فعل أمر من وهب بمعنى أعطى، ومعنى هبنا: أعطنا وامنحنا، ووهبه: أعطاه.
  • أزواجنا: الزوج هو كل واحد ومعه أحدٌ آخر من جنسه، ويكون للزوج نقيض مثل: رطب ويابس، ذكر وأنثى وغيرهما، الزوجان: الرجل والمرأة وهكذا.
  • ذرياتنا: من الذرية وجمعها: ذراري، وذرية الرجل: نسله وولده وأبناؤه.
  • قرة: مصدر للفعل قرَّ، والقرَّة: كلُّ ما قرَّت العين به، وقُرَّة العين: هي الأشياء التي يصادف بها الإنسان سعادة وسرورًا فلا تتطلع عينه ولا تطمح لما سوى ذلك، قرة عين الأم: سرورها وسعاتها وسكونها، قرة العيش: رغد وطيب العيش.
  • أعين: جمع كلمة عين، والعين هي عضو الإبصار والنظر عند المخلوقات، والعين أيضًا ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري.

اقرأ أيضا: معنى آية واللاتي تخافون نشوزهن

أما بالنسبة إلى إعراب الآية الكريمة، فهو على النحو الآتي:

  • ربنا: ربَّ: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • هب: فعل أمر بمعنى الدعاء مبني على السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • لنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل هَبْ.
  • من: حرف جر.
  • أزواجنا: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل هَبْ.
  • وذرياتنا: الواو: حرف عطف، ذرياتنا: اسم معطوف على مجرور فهو مجرور، ونا ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • قرة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • أعين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، وجملة “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين” جملة مقول القول لا محل لها من الإعراب.

فوائد من آية ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين

  • الدعاء والتضرّع إلى الله تعالى من الصفات الهامة في المسلم، فالله يحب أن يلجأ إليه العبد ويطلب منه ويسأله، حيثُ قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
  • الزوجة الصالحة التي تعين زوجها على طاعة الله خير ما يمتلكه المؤمن.
  • من سعادة المسلم امتلاكه زوجة صالحة وأولادًا صالحين، فعليه أن يسعى للحصول عليهم مع الأخذ بالأسباب والسعي من أجل ذلك، باختيار الزوجة المؤمنة التقية وتربية الأبناء وفق ما يرضي الله.
  • الذرية الصالحة من نعم الله العظيمة على المؤمن، وعلى المؤمن أن يحافظ عليها.

اقرأ أيضا: اقوى الادعية الاسلامية المستجابة للحمل

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة