سورة المدثر مكية أم مدنية.. سورة المدثر هي هي من أوائل السور التي نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تشتمل على ستٍ وخمسين آية، وترتيبها في المصحف 74، وتقع في الجزء التاسع والعشرين..
سورة المدثر مكية أم مدنية
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (وهي مكية بإجماع من أهل التأويل)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية بإجماعهم)، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ حكى الاتّفاق على ذلك ابن عطيّة والقرطبيّ، ولم يذكرها في “الإتقان” في السّور الّتي بعضها مدنيٌّ).
- وعن ترتيب نزول سورة المدثر، قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (وهي على قول جابر بن عبد الله الأنصاريّ أول القرآن نزولا)، وقالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد المزمل]، كما قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (وقيل: هي أوّل سورة نزلت)، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد المزمّل).
- سميت سورة المدّثر لافتتاحها بهذا الوصف الذي وصف به النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصل المدثر المتدثر: وهو الذي يتدثر بثيابه لينام أو ليستدفئ. والدثار: اسم لما يتدثر به.
- وجاءت التسمية لأن الوحي جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في حالة تدثره بالثياب، أما سبب نزول هذه السورة في صحيح البخاري، وهو يتحدث عن فترة الوحي، يقول عليه الصلاة والسلام: بينما أنا أمشي، إذ سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي. فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه أي فزعت ورعبت رعباً حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي (يعني خديجة رضي الله عنها)، فقلت دثروني، فدثروني، فأنزل الله تعالى “يا أيها المدثر قم فأنذر”، ثم بعد ذلك تتابع الوحي.
فترة الوحي
- نزلت الآيات السبع الأولى من هذه السورة في الفترة المبكرة من بدء الرسالة في مكة المكرمة، ثم نزلت بقية السورة (الآيات 8-56) بمناسبة الحج الأول، بعد أن بدأ النبي ينشر الإسلام علانية.
القضايا الرئيسية في السورة
- توصية الرسول بالصبر.
- يوم القيامة شديد الصعوبة خاصة لمن كذب بآيات الله وعارض رسالة نبيه عليه الصلاة والسلام.
- عرض الأفعال والأعمال التي تؤدي بالانسان إلى جهنم ..
موضوع السورة
- أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم كان أول خمس آيات من سورة العلق قيل فيها: اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، وكانت هذه أول تجربة للرسول الكريم مع الوحي، لذلك ، في هذه الرسالة، لم يتم إخباره بالمهمة العظيمة التي كانت تعهد إليه والواجبات التي كان عليه القيام بها في المستقبل، وعندما عاد الوحي، نزلت الآيات السبع الأولى من سورة المدثر. وفي هذه الآيات، أمر الرسول عليه الصلاة والسلام لأول مرة بالنهوض وتحذير الناس من عواقب طريقة الحياة التي كانوا يتبعونها وإعلان عظمة الله في الكون..
- وتنفيذاً لهذه الوصية الإلهية، فعندما بدأ الرسول بالدعوة إلى الإسلام ويتلو السور القرآنية على التوالي، شعر أهل مكة بالذعر، وأثار ذلك عاصفة من المعارضة والعداء، و مرت أشهر قليلة على هذه الحالة حتى اقتراب موسم الحج، و كان أهل مكة يخشون من أن تصل رسالة محمد إلى كل جزء من الجزيرة العربية والتأثير على عدد لا يحصى من الناس، لذلك عقد رؤساء قريش مؤتمرا وقرروا بدء حملة دعائية ضد الرسول صلى الله عليه وسلم بين الحجاج بمجرد وصولهم.
- وبعد أن قالت قريش أن الوليد بن المغيرة ترك دين أجداده، ودخل في دين محمد لتتبعنّه قريش كلها، لاسيما أنَّ الوليد أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بعضًا من كتاب الله تعالى فقيلَ: كأنَّ قلبه رقَّ لذلك
- فلما سمع أبو جهل بذلك، قال أنا أكفيكم أمره، فجاء إلى أبي الوليد، فجلس عنده حزيناً، فسأله عن سبب حزنه، فقال أبو جهل: كيف لا أحزن وقد زينت كلام محمد، وتركت دينك لتصيب من فضل طعامه، فغضب الوليد وقال: كذبوا، فلم يقتنع أبو جهل بجوابه فقال له: إن أردت أن ترضينا، فقل في القرآن وفي محمد، قولاً غير الذي قلته، فقال الوليد: اجمعهم لي.
- فلما جمعهم، سألهم عن محمد صلى الله عليه وسلم بأسئلة: هل هو مجنون؟ هل هو كاهن؟ هل هو شاعر؟ في كل مرة يقولون: لا، قالوا له: وما تقول أنت يا أبا الوليد، فقال: دعوني حتى أفكر، ففكر قليلاً، فقال: إن أقرب ما نقول فيه إنه ساحر، أما رأيتموه يفرق بين الأب وابنه، وبين الرجل وأهله؟ وما هذا الذي يقوله إلا سحر تعلمه. فتوعدته السورة بأن مصيره يوم القيامة دخول سقر (سأصليه سقر) نتيجة تكذيبه.
- في الختام، تنص هذه السورة إن الله لا يحتاج إلى إيمان أحد، فالقرآن عرض على الناس علانية، وأن باب التوبة مفتوح للناس أجمعين.
ما تشتمل عليه السورة من آيات.
- إرشادات للنبي صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة [سورة المدثر (74) الآيات 1 إلى 10] .
- تهديد زعماء الشرك [سورة المدثر (74) الآيات 11 إلى 30] .
- الحكمة في اختيار عدد خزنة جهنم التسعة عشر [سورة المدثر (74) الآيات 31 إلى 37] .
- الحوار بين أصحاب اليمين وبين المجرمين [سورة المدثر (74) الآيات 38 إلى 56] .