سورة الجن مكية أم مدنية
سورة الجن مكية أم مدنية
سورة الجن مكية أم مدنية.. نزلت سورة الجن، وهي السورة الثانية والسبعون المكونة من 28 آية في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وذلك في الفترة الأخيرة من إقامة نبي الله في مكة، و كما هو واضح من اسمها، فإن السورة ذُكر فيها أوصاف الجن وأحوالهم وطوائفهم..
سورة الجن مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الجن مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية بإجماع من المفسرين، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ كلها مكية بإجماعهم، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ وهي مكّيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع.
- وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: نزلت سورة الجنّ بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عائشة وابن الزبير مثله.
- وعن ترتيب نزول سورة الجن، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الأعراف]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ (نزلت بعد الأعراف)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الأعراف، ونزلت بعدها سورة يس)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ ويظهر أنّها نزلت في حدود سنة عشرٍ من البعثة.
موضوع السورة
- وأما سبب نزول هذه السورة فقد ترجم أبو نعيم الأصبهاني في كتابه “المسند المستخرج على مسلم” بابا أسماه: كيف كان سبب نزول: {قل أوحي إلي} وأورد تحته القصة التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما وهي من رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قال ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث، فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ {الجن: 1} وإنما أوحي إليه قول الجن.
وتوضح السورة ما يلي
- أن الجن لا ينكر وجود الله .
- أن من بين الجن من هم مشركون، فكانت جماعة الجن التي سمع أعضاؤها القرآن مشركين.
- أن النبوة والوحي بالكتب السماوية لا وجود له بين الجن ، ولكن من آمن منهم يؤمن بالأنبياء الذين نشأوا بين البشر والكتب التي أتوا بها. وهذا الأمر نفسه تؤكده ( سورة الأحقاف، آيات 29 – 30 )، حيث ورد أن الجن الذي سمع القرآن عندئذ من أتباع النبي موسى عليه السلام. بعد أن سمعوا القرآن، دعوا أهلهم للإيمان بالوحي الذي أنزله الله لتأكيد الآيات السابقة. كما تشير سورة الرحمن إلى نفس الشيء، لأن موضوعها كله يوضح أن دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت للانس وكذلك الجن.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- إيمان الجن بالقرآن وبالله تعالى [سورة الجن (72) الآيات 1 إلى 7] .
- حكاية أشياء أخرى عن الجن [سورة الجن (72) الآيات 8 إلى 17] .
- أنواع أخرى من الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبيان أصول رسالته [سورة الجن (72) الآيات 18 إلى 24] .
- علم تعيين الساعة مختص بالله عالم الغيب [سورة الجن (72) الآيات 25 إلى 28].