معنى قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا
زهرة الحياة الدنيا هي جزء من آية ذكرت في سورة طه، وهي سورة مكية وعدد آياتها 135، ورقم الأية المذكورة هو 131. وفي هذا المقال سوف نذكر تفسير الآية عند كل من التفسير السعدي والبغوي والتفسير الميسر، كما سنذكر معاني الكلمات وفضل قراءة القرآن الكريم وحفظه.
معنى قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا
هذه الآية من سورة طه ذكر فيها العلماء تفسيرات مختلفة، وفيما يلي نذكر تفسيرها عند مختلف العلماء:
التفسير الميسر
ولا تنظر إلى ما مَتَّعْنا به هؤلاء المشركين وأمثالهم من أنواع المتع الفانية، فإنها زينة زائلة في هذه الحياة الدنيا، متعناهم بها؛ لنبتليهم بها ونختبرهم، ورزق ربك وثوابه خير لك مما متعناهم به وأدوم؛ حيث لا انقطاع له ولا نفاد.
تفسير الإمام السعدي
لا تمد عينيك معجبًا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابًا بأبصار المعرضين، ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارًا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عمًلا، (وَرِزْقُ رَبِّكَ) العاجل من العلم والإيمان، وحقائق الأعمال الصالحة، والآجل من النعيم المقيم، والعيش السليم في جوار الرب الرحيم {خير} مما متعنا به أصنافًا من الكفار، في ذاته وصفاته {وَأَبْقَى} لكونه دائم لا ينقطع. وفي هذه الآية، إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه طموحًا إلى زينة الدنيا، وإقبالا عليها، أن يذكرها ما أمامها من رزق ربه، وأن يوازن بين هذا وهذا.
تفسير البغوي
(ولا تمدن عينيك) لا تنظر، (إلى ما متعنا به) أعطينا، (أزواجًا) أصنافًا، (منهم زهرة الحياة الدنيا) أي: زينتها وبهجتها، (لنفتنهم فيه) أي لنجعل ذلك فتنة لهم بأن أزيد لهم النعمة فيزيدوا كفرًا وطغيانًا، (ورزق ربك) في المعاد، يعني: الجنة، (خير وأبقى).
معاني الكلمات
- أزواجًا منهم: أصنافًا من الكفار.
- زهرة الحياة الدنيا: زينتها وبهجتها.
- لنفتنهم فيه: لنبتليهم ونختبرهم ونجعله فتنة لهم.
سبب نزول الآية
قوله تعالى: (ولا تمدن عينيك) قال أبو رافع : نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي فقال لي: “قل له إن رسول الله يقول لك بعني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب” فأتيته فقلت له ذلك فقال: والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: “والله لئن باعني وأسلفني لقضيته وإني لأمين في السماء وأمين في الأرض، اذهب بدرعي الحديد إليه” فنزلت هذه الآية.
اقرأ أيضًا: معنى آية لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
إعراب الآية
- تمدن: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية، والفاعل ضمير مستتر.
- عينيك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.
- الحياة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة لأنه مفرد.
- الدنيا: صفة مجرورة بالكسرة المقدرة.
فضل قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب المبين الذي أنزله الله تعالى على نبيه ليبشر المتقين منهم وينذر الكافرين، وله فضل عظيم وثواب كبير في القراءة والحفظ وقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ذلك في أحاديث مختلفة نذكر بعضها فيما يلي:
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر” رواه الإمام البخاري في صحيحه.
- عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها” رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: “أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم” فقلنا يا رسول الله نحب ذلك قال: “أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل” رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده” رواه أبو داود في سننه.
وبذلك نكون قد ذكرنا معنى قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا من سورة طه عند الإمام السعدي والبغوي والتفسير الميسر ومعاني الكلمات، كما ذكرنا فضل قراءة القرآن الكريم وحفظه.