سورة التغابن مكية أم مدنية.. تتكون سورة التغابن من ثماني عشرة آية، وترتيبها الرابعة والستين في القرآن، وتتضمن آياتها الحديث عن مظاهر قدرة الله تعالى، وإنكار المشركين الألوهية والنبوة والبعث ..
سورة التغابن مكية أم مدنية
- اختلف العلماء في تحديد كون السورة مكية أو مدنية، حيث قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ ” قال بعض المفسرين: هي مدنية، وقال آخرون: هي مكية، إلا من قوله عز وجل: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم} [التغابن: 14] إلى آخر السورة فإنه مدني”.
- قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وفيها قولان؛ أحدهما: أنها مدنية قاله الجمهور منهم ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة، والثاني أنها مكية قاله الضحاك.
- وقال عطاء بن يسار هي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدنية قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم} الآية [التغابن: 14] واللتان بعدها.
- وقالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: نزلت سورة التغابن بمكة إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي شكا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}الآية[التغابن: 14] إلى آخر السورة).
- وعن ترتيب نزول سورة التغابن؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد التحريم، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ نزلت بعد التحريم، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ وهي معدودةٌ السّابعة والمائة في ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة الجمعة وقبل سورة الصّفّ بناءً على أنّها مدنيّةٌ.
- سميت التغابن تذكيرا بيوم القيامة الذي يظهر فيه غبن الكافر وخسارته بتركه الإيمان، وهو المذكور في قوله تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ، ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ .
موضوع السورة
- الله تعالى على علم بما في السماء وما في الأرض وهو على علم بما تفعله ظاهريًا أو تخفيه، ويعلم بما في الصدور من نوايا ومعتقدات.
- كرم الله الانسان من خلال منحه القدرة على تمييز الحقيقة من الباطل، وعلاوة على ذلك، فإن الاختيار متروك له، ويبقى المعيار الذي يستطيع من خلاله تقييم أفعاله وتحديد طريقه هو الدين الذي أنزله الله على رسل البشر، ولقد أعان الله الإنسان على تحمل الأمانة الموكلة إليه.
- إن الله يراقب أفعال الإنسان، ويعرف نواياه الحقيقية والاتجاه الذي يتخذه، وهذا المفهوم لطبيعة الإنسان هو جزء من المفهوم الإسلامي الواضح والمباشر لمكانة الإنسان في الكون ، فضلاً عن قدراته ومسؤولياته تجاه خالق الكون.
- النقطة الثالثة تؤكد على الحقيقة المتأصلة في طبيعة الكون والتي تضمن حسن سير السماء والأرض، كما تسلط الضوء على الجمال الرائع لخليقة الله كما تراه في خلق الإنسان نفسه.
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- الموضوع الرئيسي لهذه السورة هو دعوة الناس إلى الإيمان وطاعة الله وتعليم جميع أخلاق الحياة الحميدة.
- الكون خلقه الله، له كل القوة وكل شيء له، وكل ما خلقه هو كامل وخالٍ من العيوب.
- هناك سبب وراء خلق هذا الكون، يبدأ بهدف وينتهي بهدف.
- خلق الله الإنسان، ويعتمد الأمر على الشخص في اختياره للصواب والخطأ.
- كل شيء له نهاية، وسيحاسب الناس يوم القيامة.
- كانت أسباب تدمير الأمم السابقة؛ رفضهم الإيمان برسل الله الذين أرسلوا لهداهم، كما رفضوا الإيمان بالآخرة.
- يجب أن يكون للإنسان إيمان كامل بالله وأن يسلم نفسه تمامًا لله.
- ويجب على المؤمن أن يدرك الخير والشر، وأن يكون حريصا من وسوسة الشيطان وعند اتخاذ أي إجراء في حياته.
- التحذير من فتنة الأزواج والأولاد والأموال والأمر بالتقوى والإنفاق .