سورة المنافقون مكية أم مدنية .. سورة المنافقون هي السورة الثالثة والستين من القرآن وتتكون من إحدى عشرة آية، ويقول المفسرون أن السورة نزلت في المدينة المنورة لأنها تصف حالة المنافقين.
سورة المنافقون مكية أم مدنية
- أنزلت هذه السورة إما في رحلة عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من حملته على بني المصليق ، أو فور عودته إلى المدينة المنورة في شعبان هـ .6.
- قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مدنية بإجماع، وذلك أنها نزلت في غزوة بني المصطلق بسبب أن عبد الله بن أبيّ ابن سلول، كانت منه في تلك الغزوة أقوال، وكان له أتباع يقولون قوله، فنزلت السورة كلها بسبب ذلك، ذكر الله تعالى فيها ما تقدم من المنافقين من خلفهم وشهادتهم في الظاهر بالإيمان وأنهم كذبة، وذكر فيها ما تأخر منهم ووقع في تلك الغزوة، وسيأتي بيان ذلك فصلا فصلا عند تفسير الآيات إن شاء الله تعالى، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وهي مدنية بإجماعهم.
- سميت سورة (المنافقون) لافتتاحها بذلك، وتحدثها عن أوصاف المنافقين، ومواقفهم المعادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين.
- وعن ترتيب نزول سورة المنافقون؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد الحج، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ نزلت بعد الحج، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ وقد عدّت الثّانية بعد المائة في عداد نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة الحجّ وقبل سورة المجادلة.
- تشير الآيات إلى المنافقين، حيث تناقش تاريخهم، وأشكال التخريب الذي قاموا بها، والأذى الجسيم الذي أجبروا المسلمين على تحمله.
موضوع السورة
- تبدأ السورة بوصف محاولة المنافقين إخفاء حقيقة كفرهم، حيث يعلنون أنفسهم مسلمين ويشهدون أن النبي رسول الله، ويقسمون بالله ليقنعوا المسلمين وهم كاذبون، إذ إن قسمهم مجرد درع يأملون وراءه إخفاء واقعهم الحقيقي وخداع المسلمين:
- كان المنافقون يذهبون إلى الرسول ويقولون أنهم شهدوا أنه رسول الله، لكن شهادتهم كانت شهادة شفوية تفتقر إلى كل قناعة. كانوا يتورطون فقط في الخداع، على أمل إخفاء حقيقتهم عن المجتمع المسلم وبالتالي حماية أنفسهم، ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾.
- وتشير الآيات أنهم اعتادوا على أداء اليمين كلما تم الكشف عن أحد مخططاتهم، أو تم الإبلاغ عن بعض ما قالوه عن المسلمين، حيث كانوا يأملون في أن تحميهم ادعاءاتهم من العواقب، وهكذا استخدموا إيمانهم الباطل كدرع لإخفاء واقعهم وإتاحة الفرصة لهم لمواصلة مؤامراتهم ومخططاتهم ضد المجتمع المسلم.
- وتوضح السورة أسباب سلوكهم ، وتوضح صفاتهم، فقا الله تعالى “إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ” إذ أن لهم أجسام طوال وفيهم مسحة جمال وعندهم فصاحة وبيان لكنهم كالخشب المسندة وهي النخل التي لا رأس لها والتي لا رأس لها لا ثمر لها كذلك المنافق جسد بلا رأس فهو لا يفهم فهو لو فهم يؤمن، ومن صفاتهم أنهم إذا نصحوا أن يذهبوا للنبي ﷺ يعتذروا إليه لعله يدعوا لهم أو يستغفر لهم تأخذهم العزة بالإثم، فقال الله تعالى” ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾.
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- أقبح أوصاف المنافقين في ميزان الشرع [سورة المنافقون (63) الآيات 1 إلى 4] .
- أدلة إثبات كذب المنافقين ونفاقهم [سورة المنافقون (63) الآيات 5 إلى 8] .
- تحذير المؤمنين من أخلاق المنافقين وأمرهم بالإنفاق في سبيل الخير [سورة المنافقون (63) الآيات 9 إلى 11].