تحتفل الشعوب الإسلامية سنويا في مختلف أنحاء العالم بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم بالخير والفرح والسرور. وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى من بلد لبلد أخري كما تختلف العادات والتقاليد التراثية التي اعتادت كل بلد على ممارستها والقيام بها احتفالا بقدوم العيد ولكن متى يصادف عيد الأضحى 2022.
متى يصادف عيد الأضحى لعام 2022
بالرغم من ان عامي 2020 و2021 كانت ظروفهم صعبة وكانت معظم مظاهر الاحتفال من تجمعات في صلاة او تجمعات اسرية في المتنزهات مقيدة بسبب مراعاة الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا المستجد في كافة دول العالم ندعو الله ان تكون الأعوام القادمة أفضل للمسلمين اجمعين.
يعتبر عيد الأضحى ثاني أعياد المسلمين، وهو يأتي مع موسم الحج، ويسمى عيد الأضحى بعيد النحر. ويصادف موعده العاشر من شهر ذي الحجة. وفي نهاية شهر ذي الحجة تنتهي أيام السنة الهجرية. وتبدأ السنة الهجرية (القمرية) الجديدة. وقد احتفل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعيد الفطر أولاً في سنة 2هـ. ثم أتى بعده عيد الأضحى. ومنذ تلك الفترة والمسلمون يحتفلون بالعيدين المباركين.
من المرتقب أن يكون عيد الأضحى يوم الجمعة 31 من يوليو 2022 لما جاء في بيان المحكمة العليا السعودية عن كون وقفة عرفة المعروف أنها 9 ذي الحجة توافق فلكياً 30/7/2022 وسيتم الثبوت أو النفي عقب استطلاع هلال شهر ذو الحجة.
لماذا سمي عيد الاضحى بهذا الاسم
سمي هذا اليوم بالأضحى نسبة إلى وقت الضحى على الرغم من أنّه وقت يسير من اليوم وليس خاصاً بيوم العيد. وذلك للعلاقة البيّنة بينه وبين الذبح الذي يكون بعد صلاة العيد في وقت الضحى؛ لقوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
وقد سُمّيَت الشاة المُضحّى بها في هذا اليوم بالأضحية كما سُمّي بيوم الفداء. وذلك بسبب قصة عيد الأضحى والتي تضمنت التضحية والفداء عن إسماعيل عليه السلام. فقد أراد الله تعالى أن يمتحن نبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ويُعلي شأنه؛ فابتلاه برؤيا فيها ذبح لابنه إسماعيل عليه السلام طاعة لله تعالى فما كان منه إلا أن بلّغ ابنه بذلك فقال تعالى على لسانه: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى).
وكان موقف إسماعيل عليه السلام يُضاهي موقف والده الذي كان مليئاً بالتضحية والفداء. فقال (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). وعندما حانت لحظة تنفيذ أمر الله تعالى وشهد الله سبحانه وتعالى الموقف وصدّق عليه. قال تعالى (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). ففدى الله تعالى فيه إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم. قال تعالى (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى
- الذهاب في نزهة مع العائلة، أو السفر خارج البلد للسياحة والاستجمام في العيد.
- الاغتسال؛ وذلك اقتداءً بالحديث الآتي:(سألَ رجلٌ عليًّا رضي اللهُ عنهُ عن الغُسْلِ قال اغْتَسِلْ كلَّ يومٍ إن شئتَ فقال لا الغُسْلُ الذي هو الغُسْلُ قال يومَ الجمعةِ ويومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ ويومَ الفطرِ).
- ذبح الأضاحي، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والاقارب.
- تبادل التهاني بين المُصلين عقب أداء صلاة العيد.
- تقديم (العيدية) للصغار وللنساء؛ كالأُم، والزوجة، والأخوات، والبنات، وزيارة الأقارب أيضاً لتهنِئتِهم بالعيد.
- التوسعة في الطعام والشراب؛ فيمكن أن يأكل المسلم أطيب الأطعمة، والأشربة. سواء أكان هذا في البيت. أو عن طريق الذهاب إلى مطعم فهذا رسولنا الكريم يقول: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ للهِ عَزَّ وجَلَّ).
- ارتداء الملابس الجديدة؛ حيث يكون الاحتفال بالعيد من خلال ارتداء الثياب الجديدة، والتطيّب بالعطر وذلك اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (أخذ عمرُ جُبَّةً مِنْ إسْتَبْرَقٍ تُباعُ في السُّوقِ، فأخَذَها فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ. اِبْتَعْ هذه تَجَمَّلْ بها لِلْعيدِ والوُفودِ. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: إنَّما هذه لِباسُ مَنْ لا خَلاقَ له).
- التكبير؛ إذ يبدأ التكبير في عيد الأضحى من صبيحة يوم عرفة. ويستمر حتى آخر أيام التشريق. وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
أعمال عيد الاضحى للحاج
- رمي جمرة العقبة: يقطع الحاجّ التلبية بمجرد البَدء برمي الجمرة. ويُستحَبّ له أن يجعل الكعبة عن يساره. ومِنى عن يمينه. ثمّ يبدأ ويَرمي سبع حصياتٍ بشكلٍ مُتتابعٍ. ويُكبّر عند رَمْي كلّ جمرةٍ. مع التأكُّد من رَمْي الحصاة في الحوض. ويُستحَبّ أن يكون الرَّمْي ضُحى يوم النَّحر.
- ذَبْح الهَدْي: ينحر الحاجّ هَدْيه بعد رَمْي جمرة العقبة؛ فإمّا أن يذبح شاةً، أو سُبُع بقرةٍ، أو سُبُعُ الإبل، والهَدْي واجبٌ على الحَجّ القارن والمُتمتِّع، ويستمرّ وقت الهَدْي إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيّام التشريق.
- الحَلْق: قال البخاريّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ. قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ والمُقَصِّرِينَ)، أمّا المرأة فتُقصّر فقط، وبذلك يتحلّل الحاجّ من إحرامه التحلُّل الأوّل. فيُباح له ما كان مُحرَّماً عليه إلّا النساء.
- طواف الإفاضة: يتوجّه الحاجّ بعد الأعمال السابقة إلى مكّة. فيطوف بالكعبة المُشرَّفة سبعة أشواطٍ. وهو المعروف بطواف الإفاضة. أو طواف الزيارة. ويُعَدّ رُكناً من أركان الحَجّ، ثمّ يُصلّي ركعتَين خلف مقام إبراهيم عليه السلام. ثمّ يسعى بين الصفا والمروة إن كان مُتمتِّعاً. أمّا القارن والمفرد فلا سَعي عليهما إلّا سعي واحد. فإن كانا قد سعيا بعد طواف القدوم. فلا يتوجّب عليهما أن يسعيا مرّةً أخرى.