من المشكلات التي رافقت الحداثة والتطور هجرة الناس من الريف إلى المدينة، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على هذه المشكلة، وسنتطرق الى أضرار الهجرة من الريف الى المدينة .
الهجرة من البادية الى المدينة
يلجأ الكثير من الناس من سكان البادية وخاصة الشباب إلى الهجرة من البوادي أو الريف إلى المدينة، ويرجع هذا إلى كثير من الأسباب، لعل أهمها الإغراءات التي تقدمها حياة المدينة للشباب، والتي غالبًا ما تفتقر لها المجتعات في الريف والبادية، فعلى الرغم من كل التعقيدات التي يشهدها أهل المدينة، إلا أن هذا التعقيد جعل الحياة أسهل من نواحي كثيرًا، إذ أصبح التنقل من مكان إلى آخر سهلًا جدًا، وتنوعت فرص العمل وتزايدت، وفتحت الكثير من المجالات، وازدادت بشكل كبير وسائل وأماكن الترفيه.
كل ما تطرقنا لذكره كان له تأثير كبير في توجيه الناس في البادية أو الريف للهجرة إلى المدينة، ولكن يجب أن لا نغفل عن اضرار الهجرة من البادية إلى المدينة سواء كان الضرر عائد على البادية التي خسرت مواطنيها، او على المدينة التي استقبلت المواطنين الجدد.
اضرار الهجرة من البادية الى المدينة
من أبرز أضرار الهجرة من البادية الى المدينة نذكر ما يلي:
- الضغط على الخدمات العامة مثل المدارس والإسكان والرعاية الصحية، فالهجرة ينتج عنها التزايد في عدد السكان، من دون أن يكون في المقابل ازدياد في المرافق ومراكز الخدمات، الأمر الذي يخلق ضغط على الخدمات، وبالتالي تراجع جودتها.
- الاكتظاظ السكاني الكبير الذي سيصيب المدينة.
- ظهور الحواجز اللغوية والثقافية، مما يقلل جدًا من تجانس المجتمع، ففي حال أصبح أبناء المجتمع المدني الواحد يتحدثون بلهجات بعيدة عن لهجات بعضهم البعض، وبفكر كل منهم بطريقة مستهجنة بالنسبة للآخر، هذا كل من شأنه أن يخلق فجوات في المجتمع الواحد.
- زيادة مستويات التلوث، فمن البديهي أن تزيد مصادر التلوث في المدينة بزيادة عدد سكانها، خاصة إذا فاق العدد الطاقة الاستيعابية للمدينة ومرافقها.
- زيادة الضغط على الموارد الطبيعية
- التوترات العنصرية والتمييز، والتي تنتج في الغالب ما بين أبناء العشائر القادمين من جهات مختلفة في البلاد.
- ضياع الكثير من الفرص الوظيفية على أبناء المدينة الأصليين، زيادة الضغط على الوظائف، بسبب احتدام المنافسة مع المهاجرين.
- اختلال التوازن بين الجنسين، فعادة من يهاجر من البادية هم من الرجال، وهذا سيجعل الرجال في المدينة أكثر من النساء.
- قلة الأيدي العاملة في الريف والبادية، مما يعني قلة العمل في مجالات الرعي والصيد والزراعة، وهذا يؤثر على مصادر الدخل القومي للبلاد.
الآثار الإيجابية للهجرة
على الرغم من اضرار الهجرة من البادية الى المدينة ، إلا أنه توجد بعض الآثار الإيجابية لهذه الهجرات، ومن هذه الآثار نذكر ما يلي:
- العمال الذين سيعملون بأجور منخفضة ومستعدون للقيام بأعمال لا يريدها السكان المحليون.
- زيادة التنوع الثقافي.
- سد الفجوات في المهارات.
- تعزيز الاقتصاد المحلي.
- زيادة عائدات الضرائب الحكومية.
- استفادة الخدمات العامة من تدفق الموظفين المؤهلين على سبيل المثال الأطباء والممرضات.
المصادر