سورة الذاريات مكية أم مدنية.. سورة الذاريات هي سورة مكية، تقع في نهاية الجزء السادس والعشرين وبداية الجزء السابع والعشرين، وترتيبها في المصحف 51، وعدد آياتها 60، و موضوعها الرئيسي هو الآخرة، وحدانية الله، وآيات الله في الخلق..
سورة الذاريات مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الذاريات مكية، فقد قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مكية )، وقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مكية بإجماع من المفسرين، كما قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ مكية كلها بإجماعهم، كما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ وهي مكّيّةٌ.
- وعن ترتيب نزول سورة الذاريات، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد الأحقاف، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ نزلت بعد الأحقاف، كما قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الأحقاف وقيل: سورة الغاشية، كما عدّت السّورة السّادسة والسّتّين في ترتيب نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة الأحقاف وقبل سورة الغاشية.
- يوضح موضوع السورة أنها نزلت في الفترة التي كانت فيها دعوة النبي الكريم تُقاوم وتُعارض بالنفي والسخرية والاتهامات الباطلة بعناد، لذلك، يبدو أن هذه السورة قد نزلت أيضًا في نفس الفترة التي نزلت فيها سورة ق، وقال المفسرون أن سورة الذاريات نزلت بعد سورة الأحقاف، ونزلت سورة الأحقاف بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الذاريات في ذلك التاريخ أيضا.
- سمّيت سورة الذّاريات بهذا الاسم، نظرًا لأنّ الله -عزّ وجلّ- ذكر هذا اللفظة “الذّاريات” في أوّل آية من هذه السّورة الكريمة، إذ قال الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من السّورة: {والذّاريات ذروا}.
- الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بعذاب الدنيا والاخرة، وقد أخذوا فيها بالدليل، ومرّة بالترهيب، فقد قال الله تعالى وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجارِياتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5).
الموضوع الرئيسي لسورة الذاريات
- تتناول السورة في الغالب الآخرة، وفي النهاية تقدم الدعوة إلى التوحيد، بالإضافة إلى ذلك، تحذر الآيات الناس من أن رفض قبول رسالة الأنبياء والاستمرار في مفاهيم ومعتقدات الجهل التي قد ثبت من قبل أنها تسببت في هلاك الأمم نفسها التي تبنت هذا الموقف في الماضي.
- تتناول السورة بشكل أساسي تلك المواضيع التي كانت جزءًا لا يتجزأ من كل السور المكية التي هي وحدانية الله والقيامة والآخرة. كما تذكر بإيجاز قصة أمم لوط وموسى لتلقينهم درسًا مفاده أن نهايتهم جاءت بعد أن أنكروا رسلهم وتعاليم الدين الصحيحة .
- وتهدف الآيات حث المسلمين على التفكر في آيات ربوبية الله وإلهيته.
- كما قدمت العديد من مظاهر القدرة بخلق السماوات والأرض، وأهمية أن يفر الإنسان إلى الله وأن يبقيَ قلبه معلقاً بالله تعالى في الرزق.
- وخُتمت السورة ببيان الغرض الأسمى وهي توحيد الله وعبادته، ثم تهديد الكافرين بسوء العاقبة والمصير.