من هو الشاعر الذي لقب برهين المحبسين

يشتهر الكثير من الشعراء بألقاب تدل على ما عانوه أو صفاتهم المميزة، لكن من هو الشاعر الذي لقب برهين المحبسين ، سنتعرف معا على هذا الشاعر العربي الشهير الذي أثار الكثير من الجدل، وأطلق أعمالا كبيرة وشهيرة لازالت حتى الآن رمزا لأفضل الأعمال الشعرية في العصور الماضية وحتى العصر الحالي.

من هو الشاعر الذي لقب برهين المحبسين

هو أبو العلاء المعري من أهم الشعراء في عصره وولد في شهر ديسمبر عام 973، وعاش 83 عاما ثم توفي عام 1057، وكان رائدا في الشعر وأعمل عقله للتحدث عن الأخلاق  والكثير من القضايا الشائكة.

اسمه الكامل هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنخي المعري، وكان فيلسوفا أيضا بالرغم من تشكيكه في الأديان، ونظرته المثيرة للجدل لهذا العالم، ويعتبر من أهم الشعراء الكلاسيكين.

في العصر العباسي المتأخر ولد المعري في مدينة معرة النعمان الموجودة حاليا في سوريا، ومن أهم أخباره أنه أصيب بالعمى وهو في سن صغيرة بسبب مرض الجدري، لكنه أصر على استكمال دراسته في حلب ثم انتقل سريعا إلى طرابلس  ومنها إلى أنطاكية.

تمكن من نظم الكثير من القصائد الشعرية الشعبية في بغداد لكنه رفض أن يبيعها بالمال، وبعدها عاد إلى سوريا عام 1010 لرعاية والدته بسبب تدهور صحتها ولم ينقطع عن الكتابة في الوقت نفسه وهو ما منحه احترام الجميع.

لماذا سمي برهين المحبسين؟

من-هو-الشاعر-الذي-لقب-برهين-المحبسين

عرف المعري بالكاتب الحر المتشائم، وأثار جدلا كبيرا في الكثير من المواقف، وكان يعتقد أن العقل هو المصدر الأساسي لأي وحي إلهي وهو ما جعله يتشاءم من كل ما يتعلق بالحياة.

أطلق على نفسه الأسير المزدوج أو المرهون بين محبسين وذلك لأنه أصبح أسيرا للعزلة وفقدان البصر الذي أصابه وهو طفل، وهاجم الممارسات الدينية والعقائدية كلها، واستخدم الأسلوب الساخر والنقدي لإبراز ما يريده ولم تسلم أي ديانة من الديانات من انتقاداته، وادعى أنه ربوبيا.

من أهم الأشياء التي دافع عنها هي العزلة والزهد والعدالة، وبالرغم من أنه عاش في وقت مضى منذ الكثير من العقود إلا أنه كان نباتيا، وكان ضد الولادة لتجنب مصاعب الحياة.

أعمال المعري

من-هو-الشاعر-الذي-لقب-برهين-المحبسين

كانت له ثلاثة أعمال أساسية ومن أهمها رسالة الغفران وتوفي المعري في عمر الـ 83 دون أن يتزوج، وبالرغم كبر سنه إلا أن بداية كتاباته الشعرية كانت في عمر الحادية عشر أو الثانية عشر، ومن أعماله رثاؤه لوالده، والذي شمل مدحه له.

من أكبر الانتقادات التي قيلت عن المعري انتقاده للحج وشعائره ووصفه بأنه شئ وثني وامتد تشكيكه الديني وآرائه إلى اليهودية والمسيحية أيضا.

بالرغم من ذلك كان المعري زاهدا لا يريد شيئا دنيويا واختار أن يعيش منعزلا عن الآخرين وكان ضد العنف، كما كتب على قبره فيما يتعلق بالحياة والولادة هذه جريمة أبي ضدي، والتي لم أرتكبها بنفسي ضد أحد، وهو ما يؤكد رفضه الحصول على أبناء وسبب ذلك.

كان المعري من سلالة قبيلة التنخ وتم تجميع القصائد الأولى الخاصة به في ساقي الزند، والتي حازت على شهرة كبيرة ومن بينها أهم القصائد عن الدروع.

كتب مجموعة شعرية ثانية أطلق عليها اللزوميات بسبب التعقيد في نظام القافية، وشكك خلالها  بقوة وغلبت عليها النزعة الإنسانية، وحاكى القرآن كما قال البعض في النثر المدفوع.

تعتبر القافية لدى المعري صعبة للغاية ومزدوجة، وكذلك الكلمات والأفكار المعقدة، لكن البعض مازال ينجذب إلى أشعاره حتى الآن.

في الختام نكون قد تعرفنا على من هو الشاعر الذي لقب برهين المحبسين وسبب تسميته بهذا الاسم وما هي أهم الأعمال التي قدمها والجدل الكبير الذي أثاره حول أعماله وأفكاره الدينية.

المصادر

مصدر1
مصدر2

مقالات ذات صلة