دور الأسرة في بناء شخصية الطفل
دور الأسرة في بناء شخصية الطفل
يعتمد البشر بشكل كبير على التعلم لتنمية الطفل، لأننا لم نولد ونعرف كيف نتصرف في المجتمع، فعلينا أن نتعلم الكثير من السلوكيات من البيئة المحيطة بنا أثناء نشأتنا، أما بالنسبة لمعظمنا يبدأ هذا التعلم مع العائلة في المنزل.
من خلال هذا المقال سنتعرف على دور الأسرة في بناء شخصية الطفل .
بناء شخصية الطفل
أثبتت التجربة أن الطريقة الأكثر شيوعًا لتعليم الأطفال وبناء شخصياتهم هي من خلال مراقبتهم للحياة اليومية، حيث يتأثر تعلم الطفل وتنشئته الاجتماعية بأكبر قدر من تأثير أسرته عليه، نظرًا لأن الأسرة هي المجموعة الاجتماعية الأساسية له.
يحدث نمو الطفل جسديًا وعاطفيًا واجتماعيًا وفكريًا خلال هذا الوقت، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقوم ببناء مبنى كبير، عليك التأكد من أنه يحتوي على أساس متين بحيث يمكن لبقية المبنى أن يقف شامخًا وقويًا لسنوات عديدة قادمة، فإذا لم يكن الأساس قويًا، فسيواجه المبنى مشكلة في الوقوف أمام الصدمات، تمامًا مثل الإنسان، إذا لم تكن أساساتنا صلبة، نجد صعوبة أكبر في تحقيق النجاح في علاقاتنا مع الآخرين، وسنجد صعوبة أكبر في مجالات العمل ، والصحة والكثير من الأمور الأخرى، لذلك، ومن هنا يمكننا الجزم بأن الأسرة هي اللاعب الأساسي في لعبة الحياة بالنسبة للشخص، ففي حال نشأ داخل أسرة زرعت فيه قيم الخير والصلاح، نشأ إنسان صالح، وفي حال كانت التنشئة قائمة على الضرب والإهانة والكذب وغيرها من القيم السيئة، فلا تتوقع أن ينتج عن هذا إنسان صالح وسوي، سواء أخلاقيًا أو نفسيًا.
دور الأسرة في بناء شخصية الطفل
كما ذكرنا في البداية أن دور الأسرة في بناء شخصية الطفل كبير ومهم، ويتمثل بما يلي:
منح الطفل الثناء الهادف
لدى الآباء فرصة رائعة لمساعدة الأطفال على تحديد نقاط القوة في شخصيتهم والبناء عليها من خلال تغيير الطريقة التي يقدمون بها المديح، فعندما يتصرف أطفالك بطرق تجسد إحدى نقاط القوة هذه، امدحهم على ذلك، وكن دقيقا في مدحك، كأن تمدح امدح حماسهم وصدقهم ولطفهم وعملهم الجماعي والإنصاف والتواضع وما إلى ذلك، فمن خلال جعل مديحك أكثر تحديدًا، تساعد الأطفال على تعلم أهمية نقاط القوة في الشخصية، فأنت هنا تعبر عن تقديرك لمن هم، وليس فقط لما يفعل.
التركيز على نقاط القوة في الآخرين
يمكن الجلوس مع الطفل أو المراهق، والحديث معه عن نقاط القوة الموجودة في من حوله من أطفال أو كبار ومناقشته في الشخصيات الكرتونية التي يتابعها، وتفصيل مواطن القوة في شخصيتها، وكيف أنه يجب أن يقتدي بها في جوانبها الجيدة.
يمكن التحدث مع الطفل عن شخصيات تاريخية معروفة، سواء دينية أو غير ذلك، والتحدث عن الفضائل والقيم التي كان يتمتع بها، والتي كانت بمثابة نقاط قوة في شخصيته، فأفضل طريقة لتعليم الطفل وبناء شخصيته هي وجود قدوة يحتذي بها.
الانخراط في المحادثات التي تهمهم
بالمحادثات بين الأهل والأولاد تفتح المجال أمام الأولاد للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، وتفتح الباب أمام الوالدين لمعرفة الطريقة التي يفكر بها الأطفال ومحاولة تصويبها قبل فوات الأوان.
فتح المجال أمام الطفل للحديث والتعبير عن رأيه في المواضيع المختلفة، يبني في داخله الثقة بالنفس، والقدرة على الحديث والتعبير، وهذا يبعده عن التعليم بالتلقين الذي غالبًا ما يجد صدود من قِبل الأطفال، فالاطفال في معظمهم يحبون طرح الأسئلة والنقاش ونقد الأفكار والتعمق، ولا يفضلون أبدًا إصدار الأوامر من دون اي نقاش أو إقناع.
زراعة القيم الصحيحة
من الطرق الجيدة لتعليم القيم لطفلك أن تناقش معهم أهمية هذه القيم، حتى عندما يكون طفلك صغيراً، فإن منحه بعض المسؤوليات، مثل تنظيف الطاولة أو المساعدة في إسعاد صديق أو شقيق عندما يمرض ، سيبدأ في تعليمه أهمية هذه القيم، بالإضافة إلى ذلك، فإن شرح أهمية القيم يساعد طفلك على فهم العواقب المترتبة على عدم الالتزام بهذه القيم.
وظيفة العائلة هي تعليم الطفل القيم التي يستخدمها لتوجيه حياته، وهذا يتطلب الكثير من العمل، وأن يكون الوالدان نموذج يحتذى به، وسوف يلاحظ الطفل ما إذا كان والداه يتصرفان بنفس الطريقة والأسلوب الذي ينتظرونه منه.