سورة الأحقاف مكية أم مدنية
سورة الأحقاف مكية أم مدنية
سورة الأحقاف مكية أم مدنية.. سورة الأحقاف هي السورة السادسة والأربعون بحسب ترتيب سور المصحف العثماني، وهي السورة الخامسة والستون بحسب ترتيب نزول السور، سميت (سورة الأحقاف) للحديث فيها عن الأحقاف: وهي مساكن عاد في اليمن الذين أهلكهم اللَّه بريح صرصر عاتية بسبب كفرهم وطغيانهم، في قوله تعالى: وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ.. [21] .
سورة الأحقاف مكية أم مدنية
- اجتمع المفسرون على أن سورة الأحقاف سورة مكية نزلت أثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة، ؛ فقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (مكية كلها)، كما قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (مكية)، وقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (مكية).
- وعلى الجانب الأخرى استثنى بعض الفقهاء بعض الآيات من السورة وقالوا أنها مدنية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة مكية لم يختلف منها إلا في آيتين، وهي قوله: {قل أرأيتم إن كان من عند اللّه} [الأحقاف: 10] الآية، وقوله تعالى: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرّسل} [الأحقاف: 35] .
مناسبة نزول السورة
- كانت السنة العاشرة من النبوة سنة الاضطهاد الشديد والضيق في حياة النبي، وكان قريش والقبائل الأخرى قد واصلوا مقاطعتهم لبني هاشم والمسلمين لمدة ثلاث سنوات والنبي وأهله وصحبه محاصرون، فقريش قد أغلقت هذه المنطقة من جميع الجهات حتى لا تصل أي إمدادات من أي نوع إلى السكان المحاصرين.
- فقط خلال موسم الحج كان يسمح لهم بالخروج وشراء بعض الأشياء الضرورية، ولكن حتى في ذلك الوقت، كلما لاحظ أبو لهب اقتراب أي منهم من السوق أو من قافلة تجارية، كان ينادي التجار ويحثهم على الإعلان عن أسعار سلعهم لهم ، ويتعهد بشراء هذه السلع بنفسه.
- هذه المقاطعة التي استمرت لمدة ثلاث سنوات كسرت ظهور المسلمين وبني هاشم، لدرجة أنهم أجبروا في بعض الأحيان على أكل العشب وأوراق الأشجار. أخيرًا، بعد رفع الحصار، توفي أبو طالب عم الرسول، الذي كان يحميه لمدة عشر سنوات طويلة. ولم يمض شهر على وفاة زوجته، السيدة خديجة، التي كانت مصدر سلامه وعزائه منذ بداية النبوة.
- بعد وفاة السيدة خديجة وأبو طالب ، أصبح كفار مكة أكثر جرأة في حملتهم على النبي، وقرر الرسول أن يذهب إلى الطائف ويقترب من رؤساء ونبلاء بني ثقيف، لكنهم لم يرفضوا الاستماع إليه فحسب، بل طلبوا منه المغادرة.
- ولما كان مغادرا أرسل شيوخ ثقيف وراءه عبيدهم وأوغادهم وأساءوا إليه ورشقوه بالحجارة معظم الطريق من جانبي الطريق حتى انهار، وأصيب النبي الكريم بنزيف، فقد كانت درجة إصابته شديدة لدرجة أن حذائه امتلأ بالدماء، وكان منهكًا ومرهقًا، فاحتمى صلى الله عليه وسلم في ظل جدار حديقة خارج الطائف ،ودعا ربه وقال “اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك”.
- وروى في هذا الموقف أنه جاءه ملك الجبال يقول له: يا محمد، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، “جبلا أبي قبيس وقعيقعان حول مكة”، فَقَالَ النَّبِيُّ: “بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً”، ولو شاء أن ينتقم منهم لدعا ربه أن يُطْبِق عليهم الجبلين، ولكنه صبر عليهم حتى آمنوا أنه نبي الله.
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- إثبات وجود الله تعالى ووحدانيته ووقوع الحشر والرد على عبدة الأوثان [سورة الأحقاف (46) الآيات 1 إلى 6] .
- شبهات المشركين حول الوحي والنبوة والقرآن – 1 -[سورة الأحقاف (46) الآيات 7 إلى 10] .
- شبهات أخرى للكفار – 2 -[سورة الأحقاف (46) الآيات 11 إلى 14] .
- الوصية ببر الوالدين.
- قصة هود عليه السلام مع قومه عاد [سورة الأحقاف (46) الآيات 21 إلى 28] .
- إيمان الجن بالقرآن [سورة الأحقاف (46) الآيات 29 إلى 32] .
- إثبات البعث والأمر بالصبر [سورة الأحقاف (46) الآيات 33 إلى 35] .
المراجع
