سورة فصلت مكية أم مدنية
سورة فصلت مكية أم مدنية
سورة فصلت مكية أم مدنية.. سورة فصلت سورة مكية، آياتها 54، وترتيبها في المصحف 41، سمّيت سورة فصلت لافتتاحها بقوله تعالى: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ.. وقد فصّل الله تعالى فيها الآيات، وأوضح الأدلة والبراهين على وجوده وقدرته ووحدانيته، من خلقه هذا الكون العظيم وتصرفه فيه.
سورة فصلت مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة فصلت مكية، فقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وهي مكّيّة بلا خلاف). وقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة مكية بإجماع من المفسرين).
- وعن ترتيب نزول سورة فصلت؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد غافر]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد غافر)، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (نزلت بعد المؤمن وقبل الشورى).
فترة الوحي
- نزلت السورة في الوقت الذي كان أهل قريش يشعرون بالضيق من الأعداد المتزايدة من المسلمين، وبهذه المناسبة، قال عتبة بن ربيعة لأمراء قريش: يا أيها السادة إذا أحببتم أن أذهب وأتكلم مع محمد (عليه الصلاة والسلام) وأضع أمامه بعض الاقتراحات، لعله يقبل أحدها، وقد نتفق أيضًا، فيوقف معارضتنا “.
- واتفقوا جميعًا على هذا، وذهب عتبة وجلس عند الرسول الكريم، وعندما التفت إليه الرسول الكريم ، قال: “يا ابن أخ ، أنت تعرف المكانة الرفيعة التي تتمتع بها في المجتمع بحكم أسلافك وعلاقاتك الأسرية، لكنك أوقعت شعبك في مشاكل كبيرة: لقد خلقت انقسامات بينهم، تتكلم بالسوء عن دينهم وآلهتهم، وتقول أشياء كأن جميع أجدادنا كانوا وثنيين.
- الآن استمع إلي وسأقدم بعض الاقتراحات، ربما تقبل أحدهم . ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبو الوليد قل ما تريد أن تقوله فأستمع إليك”. قال، “ابن أخ ، إذا كنت تريد الثروة بما تفعله، فسنمنحك ما يكفي منه حتى تكون أغنى رجل بيننا؛ إذا كنت تريد أن تصبح رجلاً مهمًا، فسنجعلك رئيسنا، ولن نقرر أبدًا أي أمر بدونك؛ إذا كنت تريد أن تكون ملكًا، فسوف نقبلك كملك لنا؛ واستمر الرسول الكريم في الاستماع إليه بهدوء، قال الرسول الكريم: “حسنًا، الآن اسمعني”. ثم نطق بسم الله الرحمن الرحيم فبدأ في تلاوة هذه السورة، واستمر عتبة في الاستماع إليها، ووضع يديه خلف ظهره متكئًا عليهما وهو يستمع. أتى الرسول إلى آية السجدة (آية 38)، وسجد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ثم رفع رأسه فقال: كان هذا ردي يا أبو الوليد، الآن يمكنك التصرف كما يحلو لك. ثم قام عتبة وعاد نحو الرؤساء، ورآه الناس من بعيد ، وقالوا: “والله لقد تغير وجه عتبة. لا يشبه الرجل نفسه الذي كان عليه عندما ذهب من هنا”. ثم، عندما عاد وجلس، سأله الناس، “ماذا سمعت؟” فقال: والله سمعت شيئاً لم أسمع عنه من قبل، والله لا شعر ولا شعوذة ولا سحر.
موضوع السورة
- وجه الكفار إشعارًا واضحًا إلى الرسول الكريم: “يمكنك مواصلة مهمتك بدعوة الناس، لكننا سنواصل معارضتك بأقصى ما نستطيع لإحباط مهمتك”.
- لهذا الغرض وضعوا الخطة التالية: كلما حاول الرسول الكريم أو أحد أتباعه أن يقرأ القرآن أمام الناس، كانوا يصرخون على الفور بحيث لا يسمع أي شخص أي شيء. كانوا يحاولون يائسين إساءة تفسير آيات القرآن ونشر كل أنواع سوء التفاهم بين الناس. لقد أساءوا فهم كل شيء، وكانوا يعزلون الكلمات والجمل عن سياقها الصحيح، ويضيفون كلماتهم الخاصة لوضع معاني جديدة عليها لتضليل الناس بالقرآن والرسول الذي قدمه.
- كانوا سيثيرون اعتراضات غريبة تم تقديم عينة منها في هذه السورة. قالوا: إذا قدم عربي خطابا بالعربية فما المعجزة فيه؟ العربية هي لغته الأم ، ويمكن لأي شخص أن يؤلف ما يشاء بلغته الأم ثم يدعي أنه نالها من الله. .. سيكون من المعجزة أن ينهض الإنسان فجأة ويلقي خطابًا بليغًا بلغة أجنبية لا يعرفها، وعندها فقط يمكن للمرء أن يقول إن الخطاب لم يكن من تأليفه الخاص بل وحي من الله “.
- وجاء الرد في السورة إن القرآن بكل تأكيد هو كلام الله الذي أنزله باللغة العربية، والجهلاء لا يجدون نورًا للمعرفة في الحقائق التي قُدِّمت فيها صراحة ووضوحًا، لكن أهل الفهم يرون هذا النور كما يستفيدون منه، وسواء أغمضت عينيك وأذنيك وقلبك، فالحقيقة هي أن إلهك هو إله واحد فقط ، ولست عبدًا لأي شخص آخر، وإذا قبلت هذه الحقيقة وصححت سلوكك وفقًا لذلك، فلن تصنع الخير إلا لأنفسك، وإذا رفضت ذلك ، فاستعد للعذاب الاليم.
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- القرآن الكريم وإعراض المشركين عنه [سورة فصلت (41) الآيات 1 إلى 8] .
- دليل وجود الله تعالى وكمال قدرته وحكمته [سورة فصلت (41) الآيات 9 إلى 12] .
- تهديد المشركين بمثل صاعقة عاد وثمود [سورة فصلت (41) الآيات 13 إلى 18] .
- كيفية عقوبة الكفار في الآخرة [سورة فصلت (41) الآيات 19 إلى 25] .
- الصد عن سماع القرآن الكريم [سورة فصلت (41) الآيات 26 إلى 29] .
- ما وعد الله به أهل الاستقامة [سورة فصلت (41) الآيات 30 إلى 32] .
- الدعوة إلى الله تعالى وآداب الدعاة [سورة فصلت (41) الآيات 33 إلى 36] .
- الأدلة الدالة على وجود الله وتوحيده وقدرته وحكمته [سورة فصلت (41) الآيات 37 إلى 39] .
- تهديد الملحدين في آيات الله تعالى وتنزيه القرآن العظيم عن الطعن فيه [سورة فصلت (41) الآيات 40 إلى 43] .
- التأكيد على عروبة القرآن الكريم [سورة فصلت (41) الآيات 44 إلى 46] .
- اختصاص علم الساعة بالله تعالى وانتهاء أسطورة الشرك فيها [سورة فصلت (41) الآيات 47 إلى 48] :
- تبدل أحوال الإنسان وتغير أطواره [سورة فصلت (41) الآيات 49 إلى 51] .
- ضرورة التأمل في الآيات والأنفس [سورة فصلت (41) الآيات 52 إلى 54].