كثيرًا ما نسمع مصطلح التعلم المستمر في الشركات ومؤسسات العمل الخاصة والعامة، ومن خلال هذا المقال سنوضح ماهو التعليم المستمر وماهي مميزاته وعيوبه
ما هو التعلم المستمر؟
التعلم المستمر هو عملية تعلم مهارات ومعارف جديدة على أساس مستمر، ويمكن أن يأتي هذا في أشكال عديدة، من أخذ دورة رسمية إلى التعلم الاجتماعي غير الرسمي، وهو ينطوي على المبادرة الذاتية ومواجهة التحديات، أو أن يكون داخل منظمة أو شخصيًا من خلال القراءة واليوتيوب كما هو الحال في التعلم مدى الحياة.
التعلم المستمر ضروري على صعيد الشركات ومؤسسات العمل، إذ أنها تحتاجه للحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق العالمية اليوم، فالمؤسسات بحاجة إلى أن تكون مبتكرة وقادرة على التكيف والتغيير باستمرار.
يحتاج الناس إلى تعلم معرفة أو مهارات جديدة من أجل رؤية الأشياء من منظور جديد واتخاذ القفزة التالية، وعندما لا تدعم المؤسسات عملية التعلم المستمرة، لا يحدث الابتكار، وتبقى العمليات دون تغيير، ولا يتم إنجاز أي شيء جديد على الإطلاق.
مميزات التعلم المستمر
مميزات التعلم المستمر كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها ما يلي:
- البقاء على صلة مع مجال الدراسة والعمل طوال الوقت من خلال مواكبة الاتجاهات وتكييف مجموعة المهارات الخاصة بك، لكي تعمل بفاعلية في هذا العالم التكنولوجي سريع التغيير.
- الاستعداد لما هو غير متوقع، حيث سيساعدك التعليم المستمر على التكيف مع التغييرات غير المتوقعة، فعلى سبيل المثال عند فقدان وظيفتك، يمكنك الحصول على وظيفة جديدة من خلال البحث على مهارات جديدة وتطويرها، وستخرج بسهولة من منطقة الراحة الخاصة بك وتكتسب فرص عمل جديدة.
- تعزيز السيرة الذاتية، فعندما تتعلم دائمًا، ستستمر في التحسن والنمو في حياتك المهنية وستبدأ في تلقي توصيات من الزملاء والمديرين، ومن المحتمل أن تغير الوظائف عدة مرات طوال حياتك وتحتاج إلى تعلم مهارات جديدة للتكيف وفقًا لذلك.
- الكفاءة تؤدي إلى الثقة، حيث يمنحنا تعلم أشياء جديدة شعورًا بالإنجاز، والذي بدوره يعزز ثقتنا في قدراتنا أيضًا، كما ستشعر بمزيد من الاستعداد لمواجهة التحديات واستكشاف مشاريع تجارية جديدة.
- إثارة أفكار جديدة، حيث سيكشف اكتساب مهارات جديدة عن فرص جديدة ويساعدك على إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل، وهذا يمكن أن يكسبك المزيد من المال.
- تغيير وجهات نظرك، حيث يفتح التعلم المستمر عقلك ويغير موقفك من خلال البناء على ما تعرفه بالفعل، وكلما تعلمت أكثر، تحسنت في رؤية جوانب أكثر للموقف نفسه، مما يساعدك على الفهم بعمق أكبر.
- الدفع إلى الأمام، إذ يساعد التعلم مدى الحياة على تطوير مهاراتك القيادية التي تترجم بعد ذلك إلى تعزيز التعلم مدى الحياة لدى الأفراد الآخرين المحيطين بك، من خلال تشجيعهم على مواصلة التعليم.
عيوب التعلم المستمر
عند التحدث عن التعلم لا يمكننا بأي ال من الأحوال أن نضع له أي سلبيات ومساوئ، فالتعليم هو بوابة التطور للإنسان، ولكن ربما تُسبب بعض الظروف إعاقة لإتمام عملية التعليم بالشكل الصحيح، ومن الأمور التي ربما تجعل التعليم المستمر سلبي أو سيِّء نذكر ما يلي:
- يمكن أن يكون مملاً للغاية لأنه ينطوي على التكرار ويمتد لفترة طويلة من الزمن.
- يمكن تطبيقه على الألعاب أو المهارات الفردية فقط، إذ لا يمكن للشخص أن يُقيد الجماعة او الفريق في التدريب أو التعلم معه وفق رغباته.
أمثلة على التعليم المستمر
دعنا نلقي نظرة على الطرق المختلفة التي يمكن للموظف من خلالها المشاركة في التعلم المستمر:
- التعلم الرسمي، إذ يشمل التعليم الرسمي الطرق التي يمكن للمتعلم من خلالها اكتساب معرفة ومهارات جديدة من خلال مبادرات التعلم التي تم تحديدها مسبقًا وتنظيمها وتنفيذها لغرض أو هدف تعليمي محدد، مثل دورة جامعية أو كلية، برامج تدريبية من داخل المنظمة، ورش عمل أو مؤتمرات خارجية، دورات التعلم الإلكتروني وغيرها.
- التعليم الاجتماعي، ويشمل التعليم الاجتماعي جميع الطرق التي يتفاعل بها المتعلم ويناقشها، ويتعلم من الآخرين لزيادة المعرفة أو تعلم مهارات جديدة، ويمكن أن يكون هذا رسميًا وغير رسمي ومثال على ذلك المناقشة والتعاون على وسائل التواصل الاجتماعي، العثور على المدونات أو الموارد الأخرى لاكتساب نظرة أعمق وغيرها من الوسائل.
- البحث والقراءة لاكتساب فهم عميق للموضوع الذي تريد التطور فيه، من خلال قراءة المقالات، ومشاهدة فيديوهات اليوتيوب، والاستماع إلى البودكاست.