كثيرًا ما تسمع في الكتب المختصة بالادب أو الدين بوجه الخصوص مصطلح العصر الجاهلي، فما هو العصر الجاهلي ، و لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم .
العصر الجاهلي
يرجع تاريخ العصر الجاهليّ إلى قرابة 150 عاماً قبل الإسلام، ويقال أن العرب لم تجتمع على الود والمحبة قبل الإسلام، فقد كانت العصبيّة الجاهلية طاغية ومسيطرة على نفوسهم، وهي التي كانت تدفعهم طوال الوقت إلى إشعال الحروب والمعارك الطاحنة بينهم، فقد كانت الحرب هي الوضع المعتاد، والسلم هي الأمر الاستثنائي في الحياة الجاهلية، وكانت تحدث الحروب لأتفه الأمور، وكان الخسارات كبيرة، والأرواح التي تُحصد لا تعد ولا تحصى.
لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم
أطلق على العصر ما قبل الإسلام بالعصر الجاهلي لعدة أسباب، من أهمها ما يلي:
- انتشار الفساد والشر بين القبائل، والبطش والتجبر من دون وجه حق، فالقوة الجسدية والمالية هي المسيطرة، من دون أي مراعاة الأخلاق أو القيم والأعراف، فالمجتمع الجاهلي كان أقرب إلى الغابة.
- انتشار الغباء والفكر المتحجر، والعصبية للعرق واللون، والافتقار إلى العلم والثقافة.
- عبادة الأصنام الجامدة التي لا تضر ولا تنفع، فقد كان الرجل في العصر الجاهلي يصنع إلهه بيده، من الصلصال أو من التمر وما شابه، وإذا جاع أكله.
- الجهل الكبير بحقيقة الأشياء والكون وكيف بدأ ومن الذي خلق، ولم تكن عندهم الرغبة حتى في البحث أو المعرفة، مع العلم أن الدين المسيحي كان موجودًا في وقتها، إلا أنهم لم يكونوا يعرفون عنه شيئًا، وهذا إذا ما دل على شيء فإنما يدل على جهلهم وتخلفهم.
خصائص العصر الجاهلي
توجد بعض الملامح والخصائص التي امتاز بها العصر الجاهلي، ومن أبرزها ما يلي:
- العبودية، وشراء العبيد والجواري وبيعهم في الاسواق وكأنهم سلع مادية.
- انتشار الحقد والكراهية والربا والسرقات والقتل، بسبب الفروق الطبقية الكبير التي كانت سائدة في تلك الحقبة.
- التنقل والسفر من مكان إلى آخر، وعدم الاستقرار في أراضي محددة، وما يحكم استقرارهم هو وجود الماء والمراعي، وأحوال الطقس المعتدلة، بالإضافة إلى التنفل بحثًا عن الأمان والمأوى.
- العيش في الخيام، والعمل في تربية المواشي، باستثناء مجموعة صغيرة منهم، كانوا من أصحاب النقود والذهب وسكنوا في بيوت مبنية من الطين.
- انتشار الثأر والانتقام، وهذا ما كان يجعل الحروب والصراعات قائمة طوال الوقت، ومن أشهر هذه الحروب حرب البسّوص التي دارت على البعير واستمرت أربعين عامًا انتقامًا لمقتل قليبة شقيق الزير سالم.
- إهانة المرأة وتهميشها، حيث كره أهل العصر الجاهلي المرأة وولادة البنات، وساد في ذلك الوقت وأد البنات وقتلهن وهنَّ على قيد الحياة.
- انتشار الكرم والشجاعة باعتبارها السمات الرئيسية لعرب الجاهلية.
الحياة الدينية في العصر الجاهلي
الدين الذي ساد عند العرب في العصر الجاهلي هو الوثنية، فلم يكن العرب في العصر الجاهلي يدينون بأي دين سماوي، على الرغم من أنَّ الرسالة المسجيية واليهودية كانت موجودة آنذاك.
كان العرب في تلك الفترة يؤمنون بوجود قوى خارقة للطبيعة في عناصر الطبيعة، فسموها بأسمائهم وعبدوها، وكذلك جاءت عبادة النجوم لهم من السبئيين والكلدانيين ، وكذلك من عرب الجنوب الذين أعادوا آلهتهم إلى الثالوث المقدس، وهو القمر أو الواد أو الشمس أو خط العرض والزهرة أو العزاء.
الاقتصاد في العصر الجاهلي
كانت التجارة هي العصب الأساسي والمحرك الأول للاقتصاد في شبه الجزيرة العربية، بصرف النظر عن الأنشطة الاقتصادية التي مارسها العرب مثل الزراعة وتربية الحيوانات.
ازدهرت الزراعة في العصر الجاهلي ما قبل الإسلام، وقد برعوا ببناء السدود، وقنوات الري في مناطق مختلفة مثل شرق شبه الجزيرة العربية واليمن ووادي القرى وشمال الحجاز والطائف، وكان نتاجهم محاصيل مختلفة من الحبوب والخضار والفواكه.
كانت زراعة النخيل معروفة في أجزاء مختلفة وبعيدة من الجزيرة العربية مثل مدة المكرمة، وقد كان اقتصادها قويًا جدًا، والسبب في هذا يعود إلى أنها كانت مركزًا تجاريًا مهمًا وليست مجرد مركز ديني، إذ اعتادت القوافل التجارية المرور بمكة قبل خلال رحلاتها من الشمال إلى الجنوب والعكس.
المصادر