سورة الزمر مكية أم مدنية
سورة الزمر مكية أم مدنية
سورة الزمر مكية أم مدنية ..سورة الزمر هي السورة رقم تسعة وثلاثون في القرآن الكريم من حيث الترتيب، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وسبعين آية، وكغالبية السور التي نزلت في العصر المكي تناولت أصول الإيمان والتوحيد مع بيان عقوبة الشرك..
سورة الزمر مكية أم مدنية
- اتفق علماء التفسير بأن سورة الزمر مكية إلا آيات منها، وهي تعالج أمور العقيدة الكبرى كغيرها من القرآن المكي، وقد روي عن ابن عباس أن ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة في قصة وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه، كما ذكر ذلك غير واحد من المفسرين، وقال آخرون: إلا سبع آيات من قول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {سورة الزمر: 53}، وتنتهي عند قوله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {سورة الزمر: 60}.
- قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ؛ ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة صلوات الله على حمزة أسلم ودخل المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيق أن ينظر إليه فتوهم أن الله جل وعز لم يقبل إيمانه فأنزل الله جل وعز:{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} إلى آخر الثلاث الآيات.
- وعن ترتيب نزول سورة الزمر، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد سورة سبأ]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ (نزلت بعد سبإ)، كما قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وقال السخاوي: نزلت بعد سورة سبأ وقبل سورة المؤمن).
- نزلت هذه السورة المكونة من خمس وسبعين آية في مكة، ويأتي عنوانها من كلمة الزمر المذكورة في الآيات واحد وسبعين وثلاثة وسبعين، إذ قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” صدق الله العظيم [٢]، لقد بيّن الله -عز وجل- الفريقين يوم القيامة؛ زمرة السعداء من أهل الجنة، وزمرة الأشقياء من أهل النار، ومعرفة جزاء كل زمرة. [٣].
موضوعات السورة
- نزلت هذه السورة في مراحلها الأولى قبل الإذن للمسلمين المضطهدين بالهجرة إلى الحبشة، وتفسر بعض الأحاديث أن هذه الآية نزلت على سيدنا جعفر بن أبي طالب ورفاقه عندما قرروا الهجرة إلى الحبشة..
- السورة بأكملها هي عنوان للمسلمين في بيئة مليئة بالاستبداد والاضطهاد وسوء النية والعداء في مكة.
- إن حقيقة التوحيد، وباطل الشرك، وعواقب اتباعه السيئة، قد تم شرحها بقوة شديدة حتى يتخلى الناس عن أسلوب حياتهم الخاطئ ويعودوا إلى رحمة الله، كما يأمر المؤمنون بالهجرة إذا اشتد الخناق والضيق عليهم، فقال الله -عزّ وجل-: “أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ” صدق الله العظيم
- تطلب الآيات من المؤمنين الابتعاد عن الشرك، كما يُطلب من المؤمنين ألا ييأسوا ويفقدوا الإيمان، فقد يكون من الصعب عليهم ممارسة شعائرهم الدينية، لكن يمكنهم الهجرة من تلك الأرض.
ما تشتمل عليه السورة
- مصدر القرآن والأمر بالعبادة الخالصة لله تعالى [سورة الزمر (39) الآيات 1 إلى 4] .
- من أدلة التوحيد وكمال القدرة وكمال الاستغناء [سورة الزمر (39) الآيات 5 إلى 7] .
- تناقض الكفار واستقامة المؤمنين [سورة الزمر (39) الآيات 8 إلى 9] .
- نصائح للمؤمنين في العبادة ووعدهم ووعيد عبدة الأصنام [سورة الزمر (39) الآيات 10 إلى 20] .
- حال الدنيا [سورة الزمر (39) آية 21] .
- الهداية للإسلام [سورة الزمر (39) الآيات 22 إلى 26] .
- وعيد المكذبين ووعد المصدقين [سورة الزمر (39) الآيات 32 إلى 37] .
- مظاهر القدرة التامة والعلم الكامل لله عز وجل [سورة الزمر (39) الآيات 41 إلى 48] .
- دعاء الإنسان عند الضر وجحوده عند النعمة وإعلامه بأن الرزق بيد الله [سورة الزمر (39) الآيات 49 إلى 52] .
- مغفرة الذنوب بالتوبة وإخلاص العمل [سورة الزمر (39) الآيات 53 إلى 59] .
- حال المشركين المكذبين وحال المتقين يوم القيامة [سورة الزمر (39) الآيات 60 إلى 61] .
- دلائل الألوهية والتوحيد [سورة الزمر (39) الآيات 62 إلى 67] .
- أحوال أهل العقاب وأهل الثواب [سورة الزمر (39) الآيات 71 إلى 75] .