الزواج هو الطريقة التي من خلالها يمكن أن يجتمع الرجل والمرأة لإقامة عائلة لتكون لبنة في بناء المجتمع، ولكن هذا الزواج يجب أن يكون في عمر مناسب لكلا الزوجين.
من خلال هذا المقال سنتطرق لمشكلة الزواج المبكر ، أسباب الزواج المبكر ، وما هي المشاكل الناتجة عنه .
الزواج المبكر
من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات زواج الأطفال والزواج المبكر بعض التقاليد الراسخة والآراء التي لا تزال تجبر الفتيات الصغيرات على الزواج في سن صغيرة لدى بعض المجتمعات، خاصة في تلك المجتمعات التي ما زالت ترى بأن المرأة عورة، وأنها عبء على المجتمع، وأن دورها الوحيد والأوحد في هذه الحياة هي أن تكون طوعًا لزوجها، و مربية لأولادها.
تسود معدلات عالية مقلقة من زواج الأطفال، ولا سيما الفتيات في المناطق الريفية في مصر وسوريا وبنغلاديش وباكستان وإندونيسيا، حيث ينتشر في هذه المناطق زواج الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 14 عامًا، وغالبًا ما يحظى هذا الزواج بدعم واسع النطاق بين أفراد المجتمع والآباء والأطفال أنفسهم.
أسباب الزواج المبكر
من أهم الأسباب التي تقف وراء الزواج المبكر نذكر ما يلي:
- غياب القوانين لتي تمنع الزواج تحت سن الثامنة عشر، فمن بين 190 دولة عضو في الأمم المتحدة صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، 12 في المائة ليس لديها حد أدنى لسن الزواج يحمي الفتيات دون سن 18.
- عدم تسجيل المواليد، فعلى الصعيد العالمي ، لم يتم تسجيل مواليد 230 مليون طفل دون سن الخامسة مطلقًا، ولا يوجد لدى أكثر من 100 دولة نامية أنظمة عامة فعالة لتسجيل المواليد، وهذا يعني أن ملايين الأطفال يعيشون بدون شهادة ميلاد، وفي حال عدم امتلاك الطفل أو الطفلة شهادة ميلاد، يمكن بكل سهولة التلاعب بالعمر عند عقد القران، وبالتالي التنصل من عقوبة الزواج المبكر.
- الفقر الذي تعيشه الأسر، فعدم الوعي باهمية تنظيم الأسرة يوصلها إلى حد يصبح فيه عدد أفرادها يفوق قدرة ولي الأمر على إعالتها، الأمر الذي يدفع الأباء إلى تزويج بناتهم في سن مبكر، للتقليل من العبء الاقتصادي الواقع على الأسرة، وظنًا منهم بأن الزواج يفتح للفتاة باب السعادة والرفاهية بعيدًا عن فقر أسرتها.
- الخوف من العار، ففي نظر الكثيرين مجرد أن تصل الفتاة إلى سن البلوغ تصبح قنبلة موقوتة ستنفجر بالعار في أي وقت، لذلك يسعى الأب إلى تزويج ابته مجرد وصولها سن البلوغ، كما أن الكثيرين يرون أن تأخر الفتاة يقلل فرصها بالزواج، لأن الرجل دائمًا يبحث عن الأكثر شبابًا، لأنها توحي بالخصوبة والصحة.
- غياب الوعي لدى الفتيات بالحقوق، وعدم استقلالية الفتاة فكريًا وماليًا، الأمر الذي يجعلها ترضخ لكل ما يطلب منها من دون أن تعترض.
حلول لمشكلة الزواج المبكر
نظرًا لأن مشكلة الزواج المبكر مشكلة كبيرة جدًا، وربما تعد من أولى أولويات الجمعيات التي تنادي بحقوق المرأة وحقوق الطفل فهناك بعض الحلول المقترحة التي يمكن أن تقلل منها، ومن هذه الحلول نذكر ما يلي:
- تمكين الفتيات في المجتمعات الفقيرة من التعليم والمعرفة، وعقد الاجتماعات والدورات والندوات في المناطق النائية، والاجتماع مع الفتيات وتوعيتهن بحقوقهن، وتعريفهن بالجمعيات التي يمكن أن تقدم العون والمساعدة في حال تعرضهن للعنف أو الإكراه من قبل الأهل.
- تقديم الدعم الاقتصادي للفتيات، وعقد تدريبات على حرف معينة من أجل تمكين الفتاة من الاستقلال المادي وتحقيق دخل جيد يجعلها منتجة ومفيدة لنفسها ولأسرتها، الأمر الذي يجعل ولي الأمر يفكر ألف مرة قبل تزويجها بحجة أنها عبء عليه، ولا يمكنه الإنفاق عليها.
- رفع الوعي المجتمعي لدى الآباء والأمهات، والحديث معهم عن الأضرار الاجتماعية والنفسية والصحية التي ستلحق بالفتاة عند تزويجها في سن مبكر.
- وضع قوانين صارمة في الدول تمنع زواج الفتيات تحت سن الثامنة عشر، فهذا من شأنه أن يكون رادع قوي، فالبعض يحتاج إلى رادع خارجي قانوني محكوم بعقوبات لكي يتوقف عن ما يفعله في حق بناته وأبنائه.
- تقديم الدعم الاقتصادي من قِبل الدول، وتوفير فرص العمل للآباء بحيث يكون الدخل كافي للأسرة، ولا يجعل هؤلاء من الوضع الاقتصادي الصعب حجة لهم لتبرير تزويج الفتيات في سن مبكر.